يعلن الأحد، رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس رسميا دخوله سباق رئاسيات أفريل القادم بعد إنهائه تنصيب هياكل حملته الانتخابية، بشكل يؤشر عن توجه الساحة لتكرار سيناريو انتخابات 2004 في حال قرر الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة رابعة. يخرج صبيحة الأحد رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس إلى الواجهة السياسية بعد قرابة 10 سنوات من انزوائه بعيدا عن الأضواء، عقب خسارته سباق الرئاسيات في 2004 أمام الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة . وحسب مصادر من مديرية حملته الانتخابية، فإن بن فليس سيكتفي خلال هذه الخرجة ببيان إعلامي أمام الصحفيين يعلن من خلاله ترشحه الرسمي للانتخابات الرئاسية القادمة بناء على الدعوات التي وجهت له من مسانديه عبر التراب الوطني، دون أن يفسح المجال في المؤتمر الصحفي لطرح أسئلة تشغل بال الإعلاميين والمتابعين عن خلفيات قراره بالمشاركة في سباق تؤكد المؤشرات وحتى أحزاب المعارضة أنه مغلق لحد الآن على الأقل. وبغض النظر عن حجم شعبية الأمين العام الأسبق للأفلان علي بن فليس، فإن كل المراقبين يؤكدون أن دخول رئيس الجمهورية السباق لعهدة رابعة، يجعل فرص بن فليس في الفوز منعدمة وأكثر من ذلك فإن سيناريو 2004 سيتكرر مرة أخرى في 2014 بخسارة أخرى "مدوية" للأخير. ومن هذا المنطلق تتكرر تساؤلات في الساحة، حول خلفيات قرار بن فليس دخول السباق هذه المرة وتحدي هذا المناخ السياسي المغلق؟. المسار السياسي لعلي بن فليس في المناصب العليا للدولة وحتى كمسؤول سياسي، تجعله من الشخصيات الوطنية الملمة بطريقة سير النظام السياسي وكذا الظروف التي ستجري فيها الانتخابات القادمة، وبالتالي فقراره الترشح يحمل أيضا دلالات سياسية يمكن أن تخفى عن المراقبين أو أطراف سياسية في الساحة حكمت مسبقا على الانتخابات على أنها مغلقة. ومن هذا المنطلق تطرح التساؤلات حول وجود ارتباط لرئيس الحكومة الأسبق بأحد مراكز القرار الذي يوفر له دعما كما حدث العام 2004 بشكل شجعه على خوض المغامرة مجددا بالاعتماد أيضا على ثقله الشعبي المفترض. وهناك قراءات أخرى تؤكد أن بن فليس -70 سنة- الذي تقدم في السن، تعد الانتخابات القادمة آخر فرصة سياسية له للمنافسة على منصب القاضي الأول في البلاد، وبالتالي فدخوله السباق سيكون بمثابة لعب ورقته الأخيرة بغض النظر عن الظروف السياسية المحيطة وهو ماتبرره تصريحات له نقلت عن محيطه يقول فيها أنه "عازم على الترشح بغض النظر عن الشخصيات التي تشارك في السباق" بمن فيهم رئيس الجمهورية.