ركز الرئيس الفرنسي في كلمته التي لم يتجاوز مداها الربع ساعة في جامعة قسنطينة على النموذج الألماني الفرنسي في بناء صداقات دائمة، وقال إن جدّه كان يكره ألمانيا ويسميها بالنازية ولكن الأبناء والأحفاد فهموا بأن المصير واحد ولا مفر من فتح صفحة جديدة وهو ما يأمله مع الجزائر، لأن فرنسا لا يمكنها أن تنسى سقوط ما لا يقل عن 28 ألف قتيل في سبيل تحريرها من النازية. ولا تنسى بأن في أراضيها مليون جزائري نصفهم من مزدوجي الجنسية، كما أن مئات الآلاف من الفرنسيين ولدوا في الجزائر وعاشوا فيها، وباحترام ذاكرة كل بلد دون نسيان الماضي والاقتناع بأن فرنساوالجزائر كل منهما في حاجة إلى الآخر يمكن وضع لبنة سياسة متحضرة كلها أمل ولا مجال فيها للأحقاد. ساركوزي تطرق إلى النموذج الوحدوي الأوربي الذي تحقق برغم التاريخ الدموي الذي جمع ما بين شعوب أوربا وقال إن الشعوب المتوسطية بإمكانها أن تبني منطقة تتحول إلى نموذج عالمي في التعايش. وتخلل كلمة ساركوزي تصفيقات استحسان في أربع مناسبات حتى وهو يطالب بالإعتراف بإسرائيل عندما قال إنها عانت كثيرا ويجب أن تعيش في سلام رغم أنه عاد ليختتم بنصح الإسرائيليين بمساعدة الفلسطينيين على إقامة دولتهم وطبعا كل هذا ضمن مشروعه الخاص بالوحدة المتوسطية. وداخل جامعة قسنطينة، استحسن الرئيس الفرنسي مبادرة بوتفليقة في إنشاء جامعة جزائرية فرنسية وقال بأن فرنسا بإمكانها المساعدة في مجال الطب والطاقة والمياه. واختتم كلمته بصيحة: تحيا الجزائر.. وتحيا فرنسا، قبل أن يعود إلى الرئيس بوتفليقة، حيث تبادلا التحية وتسلما ميدالية شرف من مدير جامعة قسنطينة. الهدايا التي تحصل عليها ساركوزي بقسنطينة حصان عربي ب60 مليونا وسرج ب16 مليونا إضافة إلى كثير من الهدايا القسنطينية الأصيلة، التي تسلمها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على هامش مأدبة الغداء التي كانت مليئة بكل الأطباق القسنطينية الذائعة الصيت والتي استحسنها الوفد الفرنسي إلى درجة أن بعض مرافقي الرئيس الفرنسي، اصطحبوا في رحلة عودتهم إلى باريس بعض الحلويات "قطايف" والأطباق.. إلى جانب هذا "الكرم" الحاتمي، تسلم الرئيس الفرنسي من مسؤولي الفلاحة، حصانا عربيا أصيلا تمّ استقدامه من مدينة تيارت وعلمنا أن ثمنه 60 مليونا وسرجا فاخرا يضاهي السيارات العصرية، لا يقل ثمنه عن 16 مليونا، وكان أكثر المهتمين بالتقاليد القسنطينية من نحاس ولباس نسائي وأطباق وحلويات الوفد الجزائري الأصل المرافق لساركوزي، حيث أشهروا لهذه التقاليد من باريس وهو ما جعل أحد الصحافيين يقول بأن الأطباق القسنطينية.. فوق الدهشة. ب. ع