كشف مدير المركز الوطني للبحث التطبيقي في هندسة مقاومة الزلازل الدكتور محمد بلعزوفي ل " المساء" عن خلفية وأهداف التقرير الياباني حول سيناريو هزة أرضية بالعاصمة، الذي أفزع العاصميين، وأكد بأن التقرير هو في الأصل دراسة أكاديمية تعتمد التكنولوجيات الحديثة وتهدف إلى رسم استيراتيجيات التعمير في حدود 100 سنة وهي تقنية معتمدة في الدول المتقدمة تم نقلها إلى الجزائر، رغم أنها بعيدة جدا عن التعرض لظاهرة زلزالية قوية بحكم موقعها·
وحسب الدكتور بلعزوفي فإن الدراسة تندرج في إطار الاتفاقية التي أبرمتها الجزائر في 8 فيفري 2005 مع اليابان وتم في ذلك اعتماد الشراكة في انجاز هذا العمل الأكاديمي بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي"جيكا" والمركز الوطني للبحث التطبيقي في هندسة مقاومة الزلازل، وجاءت هذه الدراسة- يضيف محدثنا- بناء على اقتراح تقدمت به الحكومة اليابانية بهدف نقل التكنولوجيات الحديثة الخاصة بعلم الزلازل وتعتمد "فرضيات علمية" يتم من خلالها تحديد النقاط الضعيفة المحتملة ولا يعني ذلك - يضيف السيد بلعزوفي - بأن الأمر حقيقة لأن لا أحد بامكانه توقع شدة الزلزال ولا موقعه المحدد ولا تاريخ وقوعه· وأن الهدف من الدراسة تكشفه أهميتها العلمية المتمثلة في رسم معالم الخرائط التي تحدد المعطيات العمرانية وتلك الخاصة بالتعمير وعلى المدى البعيد الذي يمتد من 60 سنة الى 300 سنة للتوصل إلى حماية الاشخاص والممتلكات وابعاد المباني والعمران عن مصدر الخطر ووضع مخططات تخص التدخل للتقليل من المخاطر، حتى وإن بلغت شدة الزلزال أقصى قوة مفترضة حددتها الدراسة ب7.7· وحسب الدكتور بلعزوفي فإنه تم في إطار هذه الدراسة، فحص 34 بلدية لمدينة الجزائر انطلاقا من عين طاية شرقا حتى عين البنيان غربا على مساحة 225 كلم مربع وتم تجنيد 12 مختصا يابانيا و10 مختصين جزائريين من المركز مختصين في الهندسة المدنية وهندسة مقاومة الزلازل ورسم الخرائط والعمران والبيئة وعلم الاجتماع ومختصين في تسيير المخاطر، ويشمل هذا النوع من الدراسة ثلاثة محاور كبرى لتصور سيناريو أو اثنين وتقييم - حسب البلدية أو الحي - امكانية الخسائر أو درجتها ومستوى الخسائر البشرية واقتراح مخطط عمل متعدد الجوانب لتقليص الخطر في ميدان البناءات المدروسة حتى يجد الزلزال في حالة حدوثه بعد عشرات السنين محيطا أقل هشاشة وبالتالي تكون الخسائر والاضرار شبه منعدمة، وقد تم العام الماضي اتخاذ هذه الدراسة بباريس كعينة علمية متطورة وجادة· من جانب آخر، يؤكد الدكتور بلعزوفي بأن الجزائر أجرت دراستين قبل هذه الدراسة حول تقييم الخطر الزلزالي للجزائر العاصمة الاولى بين 1985 و1986 من طرف السيد طبال وزير سابق ومدير عام سابق بهيئة المراقبة التقنية للبناء تحت عنوان "التقييم التمهيدي للخطر الزلزالي للجزائر العاصمة"، وارتكزت على افتراضات واقعية استنتجت أن الخسائر ستقدر ب3 ملايير دولار· وتم عرض الدراسة بقصر الثقافة في 1990 بعد زلزال تيبازة في أكتوبر 1989· وأجريت ما بين 1989 و2001 دراسة أخرى لحساب ولاية الجزائر العاصمة تحت عنوان قابلية الانثلام والتقييم للخطر الزلزالي لمدينة الجزائر أعدها ثمانية مختصين من مركز هندسة الزلازل في علوم الارض والهندسة المضادة للزلازل وتم من خلالها تحديد العمارات العادية التابعة ل 26 بلدية مركزية من الجزائر ووصلت هذه الدراسة التي ترتكز على افتراضات واقعية الى نفس النتيجة التي وصلت إليها الدراسة الاولى وتم استعراضها في أكتوبر 2005 بفندق الاوراسي، على هامش الاجتماع الخاص بالدراسة الجزائرية- اليابانية محل الحديث وبحضور الصحافة الوطنية ومختلف المعنيين بالأمر· وما تجدر الإشارة إليه هو أن الدكتور بلعزوفي كان في وقت سابق قد ساهم في مداخلة تخص الخطر الزلزالي في الجزائر العاصمة بعث بها الى مختلف وسائل الإعلام الوطني في مارس 2006، ردا على تصريحات تخص دراسة افتراضية " سيناريو كارثة زلزالية" أقرت بإمكانية وقوع خسائر ضخمة وتم فيها تقديم أرقام مرعبة لا أساس لها من الصحة على اعتبار أن الدراسة، حسب نفس المصدر، لم تنجز أصلا·