تأكد رسميا عدم إلغاء حفل "ألحان وشباب" ليوم غد الخميس والذي سنشارك فيه مطربة الملوك والأمراء "فلة عبابسة"رغم التفجيرات الحادث الأخيرة التي مست العاصمة أول أمس، حيث تفاجأ الجميع من عدم إلغاء البرايم بسبب الأخيرة خاصة وأن التفجيرات على مرمى حجر من القاعة التي ينظم فيها البرايم.وكأن الموتى ليسوا جزائريين أو بالأحرى أصحاب الحفل ليس لهم إحساس بما يجري . وبهذا يكون برايم ألحان وشباب هو الوحيد من المواعيد الثقافية لجزائرية الذي حافظ على تاريخه بعد أن جل مجلس الحكومة تاريخ اجتماعه المفترض عقده أمس وتراجع عدد لا باس به من الوزراء عن زيارات ميدانية داخل العاصمة وخارجها .كما ألغى بالموازاة مع ذلك أساتذة ودكاترة مواعيد ملتقيات وطنية ودولية احتراما لمشاعر عائلات الضحايا من جهة وتأثرا بالواقعة المؤلمة من جهة أخرى. ولعل البرايم لم يلغ لصعوبة حصول معديه على موافقة الفنانة فلة عبابسة للمشاركة فيه، سيما وإنها انتقدت البرنامج في أيام سابقة واعتبرته مدرسة غير مؤهلة لتخريج فنانين يعول على موهبتهم في الجانب الإبداعي.لكن هذا لا يمنع أيضا من أن يؤجل الموعد إلى تاريخ يسمح ببرء جراح الجزائريين لن فلة عبابسة جزائرية أيضا وحري بها أن ترفض المشاركة في البريم في هذه الظروف بالذات أكثر من أية ظروف أخرى . وحتى لو تعلق الأمر بفنان لا يمكن الحصول على موافقته لاحقا فإن الفاجعة اكبر من أن يغنى فيها أو أن يتفرغ للعمل الفني – ان صح أن ما يقدم بالبرايم هو فن من النوع الرفيع-فالجزائريون متأثرون فعلا بما حدث الثلاثاء الماضي وهم بحاجة لمسح دموع على طريقة المواساة الإيمانية لا على الطريقة التغييبية، التي سيتخذها البرنامج حجة من عدم إلغاء موعده. وقد علم أن هذا البرايم سيكون مصمما بطريقة تحترم الشعور القومي لمصاب الجزائريين بان يكون في قالب حزين يعزي من خلاله المشاركون عائلات الضحايا.ولكنه في الوقت ذاته سيثبت للعالم بأسره أن الإعلام الجزائري يعاني الجنون أو تعد الشخصيات لما يروا هذا البرايم المستحزن وقد تفرجوا أول أمس على الفضائية الثالثة بالتفصيل الأحداث التي عاشتها سكان العاصمة خلال التفجيرات الخيرة وردود أفعال المواطنين التي تفجر الصخر دمعا، خاصة تلك الصور التي نقلت من مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة. فهل بعد كل هذا سيمضي البرنامج إرادته في العرض بالموعد وكأنه أوكسجين لا يستغنى عنه، أم سيحترم المصفقون ولو لمرة مشاعر الشعب الحزين؟هذا ما سنراه سهرة الغد. سهيل .ب