بناء على معلومات وفرها المسؤول عن ربط الاتصالات بين "القاعدة" وقناة "الجزيرة " اعتقل أعوان جهاز مكافحة التجسس الفرنسي أول أمس 8 أشخاص يشتبه بصلتهم بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتنشيط خلايا انتحارية في الجزائر يعتقد أن من بينها المتورطين في التفجيرين الانتحاريين الأخيرين بحيدرة وبن عكنون بالعاصمة. من بينهم سبعة جزائريين و فرنسي واحد وتم حجز وسائل اتصال في هذه العملية التي تم تنفيذها حسب مصادر أمنية بفضل معلومات وفرتها أجهزة الأمن الجزائرية منذ عدة أسابيع بناء على شهادة الوسيط "ك.ل" المدعو "أبو عبد الرحمن" الذي سلم نفسه لأجهزة الأمن قبل أشهر وصرح للمحققين أنه كان يشغل منصب نائب أبو محمد صلاح واسمه الحقيقي صلاح قاسمي الناطق الرسمي لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مكلف بضمان الاتصالات خارج الجزائر وبالتحديد مع مواقع الإنترنيت و"الجزيرة وتم تكليفه بربط الاتصالات بين قيادة هذا التنظيم المسلح مع القناة القطرية "الجزيرة" وأيضا مع عدد من المنتديات والمواقع الجهادية على الإنترنيت (سبق ل"النهار" أن نشرت الموضوع بتفاصيله عن هذه القضية). ويكون "أبو عبد الرحمن" قد دعم المحققين بمعلومات حول تحركات شبكة تنشط بالخارج تقوم بتمويل تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بمعدات إلكترونية وأجهزة اتصالات التي تكون أجهزة الأمن الفرنسية قد حجزتها لدى الموقوفين، حيث كشف المحققون في هذه الشبكة أنهم كانوا يترصدون تحركات المشتبه فيهم منذ عدة أشهر و خضعوا لمراقبة شديدة وأشاروا إلى "أن عمليات الاعتقال تمت بكثير من السرية وبعد عدة أشهر من التحريات التي أجرتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية". وكشفت جريدة "لوفيغارو" الفرنسية في عددها الصادر الخميس الماضي نقلا عن مصادر قريبة من التحقيق في هذا الاتجاه حيث جاء فيه أن الأشخاص الثمانية اعتقلوا خلال حملة مداهمات في باريس ومدينة روان الشمالية يوم الثلاثاء الماضي وقد تم الافراج عن ثلاثة منهم بعد إخضاعهم للرقابة القضائية وأبقي الآخرون تحت النظر.ويشتبه حسب المحققين بأنهم قدموا دعماً معلوماتياً ووسائل اتصالات للإرهابيين الجزائريين التابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وذكرت الصحيفة بأن "الاستخبارات الداخلية الفرنسية فككت شبكة كبيرة تقدم دعما لوجيستيا له علاقة بالإرهاب الجزائي"، ونوهت الصحيفة باعتقال سبعة جزائريين وفرنسي، تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 35 سنة، ومشتبه بعلاقتهم مع فرع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وأشارت إلى مصادرة قوات الأمن الفرنسية للكثير من المعدات من منازل المشتبه بهم أهمها أجهزة كمبيوتر ووسائل اتصالات، وقالت إن المحققين يعتقدون بأن "هذه المعدات كانت ستنقل بشكل سري إلى معاقل تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في الجزائر ولم تكن هذه المجموعة حسب ما نقلت الصحيفة عن مقربين من التحقيق "تخطط لتنفيذ أي عملية على الأراضي الفرنسية" ولكنها كانت قاعدة خلفية لتنظيم عبد المالك درودكال الذي يواجه صعوبات في الداخل بسبب تضييق الخناق على شبكاته في الجزائر بعد حملة أمنية مكثفة أسفرت عن تفكيك العديد من الخلايا في الأشهر الأخيرة إضافة إلى تدمير العديد من ملاجئها في العمليات العسكرية المتواصلة ضد معاقلها و كانت مصالح الأمن حجزت معدات إتصال في السيارة التي كان على متنها عبد الحميد سعداوي المدعو يحيى أبو الهيثم مسؤول المالية و العلاقات الخارجية الذي تم القضاء عليه في حاجز للدرك بضواحي تيزي وزو قبل أسابيع. ووصف المحققون الفرنسيون هذه العملية بأنها "أهم عملية في إطار مكافحة الإرهاب خلال سنة 2007 و تكمن أهميتها برأي مراقبين في الجزائر في قطع الطريق أمام إعادة ترتيب الإتصالات و تفكيك قاعدة خلفية لدعم و تمويل القاعدة في الخارج.