انتقلت الفوضى في ظرف أسبوع فقط من متقنة ابن الهيثم لتشمل أمس ثانوية الورتيلاني ببلوزداد، حيث استمرت الاحتفالات "الغريبة"، التي أصبحت تطبع بعض الأقسام النهائية، نهاية كل موسم دراسي، لتتحول إلى أعمال تخريب وحرق وتكسير لتجهيزات المؤسسات التعليمة، مثلما حل بثانوية الورتيلاني أمس، حيث أدى إحالة 20 تلميذا على مجلس التأديب منذ 20 يوما إلى احتقان الأجواء، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لإطفاء بعض النيران الخفيفة، فيما نقل 3 تلاميذ إلى مستشفى مصطفى باشا بعدما تعرضوا لحروق وإصابات خفيفة. تلقت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر في حدود الساعة الثامنة من صباح أمس، طلب نداء من طرف مصالح الأمن للتدخل من أجل إطفاء نيران اندلعت نتيجة استعمال المفرقعات والشماريخ في فوضى أحدثها تلاميذ ثانوية الورتيلاني، ردا منهم على قرار الإدارة القاضي بتحويل 20 تلميذا على مجلس التأديب، ووصلت العقوبة إلى غاية طرد بعضهم نتيجة أعمال تخريب سابقة ألحقت بالثانوية، في احتفالات "غريبة" وطقوس غير عادية أصبحت بمثابة تقليد يتكرر كل نهاية سنة في بعض الثانويات للترويح عن النفس وفك الخناق على الضغط الذي يعيشونه طيلة الموسم الدراسي. وقال سفيان بختي، المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية، إن الفوضى التي حدثت أمس نتج عنها أعمال تخريب شملت زجاج النوافذ، تحطيم الطاولات والكراسي إلى جانب تعرض العشرات من أجهزة الإعلام الآلي للتلف، في حين شب حريق محدود تم القضاء عليه قبل أن يتم نقل 3 تلاميذ، 2 تعرضا لحروق طفيفة وآخر لالتواء برجله، نقلوا إلى مستشفى مصطفى باشا. يذكر أن احتفالات مماثلة سجلت الأسبوع الماضي بمتقنة ابن الهيثم أسفر عنها جروح وحريق. من جهته، ندد أحمد خالد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ بكل ما يحدث من "البدع" في مختلف المؤسسات التعليمية، محملا غياب دور الأولياء المسؤولية الكبرى في ما يحدث بنسبة 50 بالمئة، تليه الإدارة. فحسبه لو يفرض المديرون القانون الداخلي لكل مؤسسة مع الانضباط والحزم مع إحداث التنسيق بين مختلف الجهات المسؤولة، بما فيها الإدارة والجمعية لما برزت مثل هذه العادات السيئة والغريبة عن مجتمعنا.