يحل رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، بالجزائر السبت، في زيارة تدوم يومين بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال. وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية التونسية، فإن هذه الزيارة تأتي "لتؤكد عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين والبلدين الشقيقين، ولتجسد الإرادة المشتركة التي تحدو تونسوالجزائر للارتقاء بها إلى أفضل المراتب والمضي قدماً على درب تحقيق شراكة إستراتيجية متكاملة بينهما في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات". كما ستشكل هذه الزيارة، وفق البيان ذاته "مناسبة لتبادل وجهات النظر والتشاور وتنسيق المواقف الثنائية بشأن القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل ما يواجهه البلدان ودول المنطقة من تحديات". وذكرت مصادر على صلة أن زيارة رئيس الحكومة التونسية، وهي الثانية له للجزائر منذ وصوله للحكم وخلال فترة لم تتجاوز الثلاثة أشهر، لم تكن مبرمجة مسبقاً، وأنها تمت بناء على تطورات مستعجلة، يرجح أن تكون على علاقة بتطورات الحرب على الإرهاب التي تشنها كل من تونسوالجزائر، خاصة في عدة بؤر توتر، لعل أبرزها في جبال ومرتفعات الشعانبي. ويجري الجيش التونسي منذ أكثر من أسبوعين عملية وصفت بأنها "نوعية" لتحرير جبل الشعانبي الموجود على الحدود مع الجزائر من جماعات إرهابية تحصنت به، وحولته إلى "قاعدة لأنشطتها الإرهابية في تونسوالجزائر"، وفق توصيف للناطق الرسمي باسم الجيش التونسي. وتشير مصادر أن قوات الجيش التونسي تواجه تحديات خاصة في التعامل مع الألغام المزروعة من قبل الإرهابيين، وهو ما عطل الحسم العسكري وتتطلب وقتاً أكثر. وقد أعلن الجيش التونسي عن انتهائه من تمشيط الجبل والسيطرة على كل المسالك، وتحديدا تتبع الكهوف والمغارات التي قد يختبأ بها الإرهابيون. للإشارة فإن رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، كان قد صرح منذ أيام أن تونس حققت تقدما كبيرا بل نجاحات في المجال الأمني وفي تعقب الجماعات الإرهابية، ووعد التونسيين "بخبر أمني مفرح خلال الأيام القادمة"، لا يستبعد أن يكون على علاقة مع زيارة الجزائر. وسيرافق رئيس الحكومة المؤقت في زيارته إلى الجزائر وزير الشؤون الخارجية منجي حامدي وعدد من كبار المسؤولين.