كشف مصدر أمني للشروق اليومي عن قيام العناصر الإرهابية التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تسمي نفسها "القاعدة في بلاد المغرب" باستثمار مبالغ مالية كبيرة في ترويج المخدرات بما فيها مخدر الكوكايين المدمر لعقل مستهلكه. وأضاف المصدر أن المعطيات التي كانت بحوزة مصالح الأمن في الفترة الأخيرة بشأن امتداد نشاط العناصر الإرهابية التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، إلى ترويج المخدرات بما فيها الأنواع الخطيرة، وفي مقدمتها الكوكايين، أصبحت في حكم المؤكد بعد عديد من العمليات ضد معاقل الجماعة في منطقة الوسط، ومنها عملية التعقب التي قامت بها وحدة خاصة شهر ديسمبر الماضي بولاية عين الدفلى بعد مقتل عناصر من الحرس البلدي والاستيلاء على رشاشات الكلاشنيكوف التي كانت بحوزتهم. وأكد مصدر الشروق اليومي أن العملية الخاطفة التي قامت بها وحدة خاصة تابعة للجيش الوطني الشعبي، مكنت من اكتشاف كمية معتبرة من مخدر الكوكايين، إلى جانب مبالغ كبيرة بالعملة الأوروبية الموحدة الأورو داخل المغارة التي كانت يختفي فيها الإرهابيون بأعالي جبال عين الدفلى، قبل أن يضيف أن المعلومات التي تحصلت عليها قوات الأمن مكنت من اكتشاف طريقة مستحدثة جدا أصبح يستعملها الإرهابيون في الاختفاء في الجبال وإخفائهم لأموال "الغنائم". وتتمثل العملية حسب المصدر في إنشاء "كازمات" في أماكن مرتفعة عن الأرض تستعمل فيها الحبال كوسيلة للدخول والخروج منها ما يصعب من عمليات التعقب التي تقوم بها قوات الأمن خلال عمليات التمشيط. وأوضح المصدر الأمني أن العناصر الإرهابية التابعة لجماعة درودكال، والمختصة في ترويج المخدرات ومنها الكوكايين، عادة ما توظف إرهابيين شباب يتمتعون ببنية قوية وملامح حسنة حتى تصعب مهمة عناصر الأمن في الأحياء السكنية أو عند نقاط التفتيش على المحاور الطرقية، من التعرف عليهم. وأضافت مصادر أمنية أن توفر هذا النوع من المخدرات لدى جماعة درودكال يبين لماذا وكيف تتمكن هذه الجماعة الإجرامية من تجنيد شباب الأحياء الفقيرة والمهمشة الذين بينت التحريات أن عددا كبيرا منهم لم يكن له أي ميول نحو التدين الشديد، بقدر علاقته بالانحراف واستهلاك مواد مخدرة. وبالتالي لا تجد الجماعة الإرهابية متاعب كبيرة في برمجة هؤلاء وتحويلهم إلى مجرد آلات للتفجير يتم التحكم فيها عن بعد. عبد الوهاب بوكروح