أضحت ظاهرة إنجاب عدة توائم والتي كثر الحديث عنها مؤخرا تثير استغراب العديد من المواطنين الذين لم يجدوا لها تفسيرا في المعتقدات الشعبية، خاصة وأن ولادة التوائم كما هو معلوم يقتصر على اثنين في الغالب أو ثلاثة كاستثناء نادر، لتتغيّر القاعدة ويصبح بإمكان بعض السيدات إنجاب خلفٍ كثير دفعة واحدة وذلك بوضع أربعة إلى خمسة توائم، وهو ما يضع العائلة والأم الجديدة أمام عدة تحديات وصعوبات. صنعت بعض السيدات على مدار السنوات الأخيرة الحدث من خلال وضعهن لحملهن وذلك بإنجابهن عددا كبيرا من التوائم وهو ما لم تتعود عليه العائلات الجزائرية، فالبعض منهن أنجبن هذا العدد الكبير بعد سنوات من العقم ورحلات تنقّل بين المستشفيات وعيادات طب النساء، والغريب أن هذه الظاهرة تشهد انتشارا كبيرا فبعد أن كانت في السابق نادرة جدا فهي اليوم أصبحت شبه عادية خاصة بالنسبة للتوائم الثلاثة. وقد سبق ل"الشروق" أن وقفت على ولادة السيدة "بريوط هدى" من بلدية الحروش بسكيكدة، والتي وضعت 5 توائم "أربعة ذكور وبنت" بمستشفى مصطفى باشا في الشهر السابع دون عملية قيصرية، وكانت حالة 3 مواليد جيدة ووزنهم 1 ,5 كغ في حين يتواجد اثنان منهما في غرفة الإنعاش لمتابعة حالتهما الصحية. وتزامنت الفرحة أيضا ببشرى ولادة 4 توائم لعائلة "وطسو موسى" من مدينة الأربعاء بولاية البليدة في مستشفى القبة، حيث أنجبت زوجته البالغة من العمر 23 سنة بعد سنتين من الزواج وبعملية قيصرية بنتين وذكرين في الشهر التاسع تتراوح أوزانهم مابين 1,2 و1,7 كلغ، ويحكي السيد "موسى" الذي زار "الشروق" مسرورا لمشاركته فرحته أن زوجته أجهضت قبل ذلك ثلاث مرات إلى أن منَّ الله عليهما بالتوائم الأربعة، مردفاً أن الأطباء في البداية أخبروهم أنها حاملٌ بتوأمين فاستبشروا بالأمر خيراً ليطلعهم الأطباء، بعد تقدم حملها، على وجود توأمين آخرين. ولعل المشكل الذي يؤرق العائلات التي تُرزق بعدد كبير من التوائم هو غياب الإعانات المادية للدولة في هذه الحالات الاستثنائية، فربّ عائلة "بريوط" والد التوائم الخمسة يقيم في منزل العائلة ومرتبه حوالي 15 ألف دينار وهو أجرٌ زهيد مقارنة باحتياجات عائلته الجديدة، وهي ذات المعاناة التي يعيشها "وطسو موسى" الذي يعاني من انتهاء عقد إيجار المسكن وهو بدون عمل قار بل يعمل برفقة شقيقه لكي يؤمّن احتياجات عائلته الصغيرة. ومن الناحية الطبية، أوضح الدكتور "كرفة صلاح الدين" مختص في أمراض النساء ببودواو، ل"الشروق"، أن انتشار الأدوية المساعِدة طبيا على الإنجاب وبالأخص منها منشطات التبييض والتي تعمل على تلقيح عدد كبير من البويضات هو ما يمنح الزوجين عددا كبيرا من الأجنة. وأردف الدكتور كرفة أن هذا النوع من الحمل يشكِّل خطرا كبيرا على الأمّ ويعرّضها للولادة المبكرة، مضيفا أن بعض هؤلاء الأزواج كانوا يعانون من حالة عقم وقد تم وصف هذه المنشطات ضمن العلاج المتّبع. واعتبر الدكتور كرفة هذا النوع من الولادة، بالإضافة إلى صعوبة الحمل والوضع، أنه يشكّل خطراً على الأجنة والذين يولدون قبل اكتمال حملهم فيوضعون في الحاضنات، كما يعرّض الأم لخطر ارتفاع ضغط الدم وتمزق الرحم زيادة على الأعباء المادية. وحذر طبيب أمراض النساءمن الانعكاسات الصحية لمنشطات التبييض على صحة الزوجة لاحتمال إصابة الزوجة بمرض التنشيط المبالغ فيه والذي قد يؤدي إلى الوفاة.