يشتكي أغلبية الصائمين خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل من الصداع المزمن، أو بعض الاضطرابات في البطن والأمعاء أي الجهاز الهضمي إجمالا، وتحسبا لهذه الأعراض غير المحبذة والتي تزيد معاناة الصائمين في الأيام الحارة، يقبل المواطنون على اقتناء مختلف الأدوية والمسكنات القوية سعيا منهم للحصول على صيام هادئ وكي يجنبوا أنفسهم الصداع الحاد، وبالأخص المدخنين ومدمني القهوة. تعرف الصيدليات هذه الأيام إقبالا كبيرا من المواطنين من مختلف الفئات العمرية يقتنون أدوية ومسكنات لأمراض الرأس والبطن، تفاديا للمشاكل التي تتكرر معهم مطلع كل شهر صيام، خاصة وأنه هذه السنة سيتزامن مع فصل الحرارة، لذا يبحثون بين علب الأدوية عن علاج لعادات سيئة اكتسبوها على مدار سنوات كشرب القهوة، عدم الانتظام في تناول الإفطار، التدخين والأكل العشوائي... وغيرها من الطبائع والعادات غير الصحية، وهي ما يُضاعف عليهم مشقة الصيام. ولأن أغلبية الرجال هم من يعانون من كثرة الآلام والمضايقات خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، فقد اقتنى أحدُ الشبان الذي التقيناه داخل صيدلية بحسين داي، مجموعة كبيرة من الأقراص المسكّنة لآلام الرأس "الباراسيتامول" وغيره من الأدوية المشابهة له، وعندما استفسرناه عن الأمر ردّ علينا بأنه متعوّد على تناول قرصين خلال السحور حتى يتفادى آلام الرأس الناتجة عن تخليه عن سجائره ليوم كامل، فهي رفيقه الدائم ويفرغ فيها كل شحنته السلبية وغضبه. وليس محدثنا السابق هو الوحيد الذي يقدم على هذا النظام العلاجي ف"سجية" التي اعتادت شرب القهوة باستمرار في الأيام العادية تواجه مشكلة كبيرة في رمضان، فالصداع لا يفارقها حتى تجلس إلى طاولة الإفطار وتشرب فنجان قهوتها، ومنذ حوالي سنتين اهتدت عن طريق الصدفة لتناول قرص في الإفطار ثم آخر في السحور لتجد أن الآلام اختفت في اليوم الموالي، لذا أصبحت تتناول قرصين يوميا في فترة الصيام، الأول عند الفطور والثاني بعد السحور خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل كي تتعود على الصيام. وفي المقابل، هناك فئة أخرى من المواطنين تعاني من مشاكل في الهضم وآلام في البطن لذا تظل هذه الأدوية ملازمة لها طيلة مدة الصيام، كما هو الأمر بالنسبة ل"فاطمة الزهراء"، والتي تشتري إلى جانب المؤونة الغذائية الخاصة بشهر رمضان أدوية البطن و"التيزانات" المخففة لمشاكل القولون، نظرا لامتناع الصائم عن تناول الطعام ليوم كامل، فبمجرد إفطارها ووضع الوجبة الأولى في فمها تبدأ معاناتها مع الآلام الحادة والتي تصل أحيانا إلى حدّ استفراغ جميع الأكل الذي تناولته لذا تعتبر الأدوية المهدئة حلا ناجعا.