تشهد الأسواق الموازية في رمضان انتشارا متزايدا، وتزيد معها الأخطار التي تهدد سلامة وصحة المواطنين، لما تعرضه من سموم غذائية بأثمان زهيدة، بعيدا عن أعين الرقابة، التي أعلنت براءتها من هذه الأسواق ودعت المواطنين إلى تجنبها، مكتفية بدور المتفرج، ما يجعلها أول مصدر للتسممات الغذائية والسلع منتهية الصلاحية، وتجاوزات بالجملة، الضحية الأول فيها المواطن المغلوب على أمره، والذي تدفعه الحاجة إلى قصد هذه الأسواق. وفي تقرير للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين أكد أن 95 بالمائة من المواد الغذائية منتهية الصلاحية تباع في الأسواق الموازية، التي تستقطب في رمضان أزيد من مليون "تاجر" شاب، همّهم الوحيد تحقيق أرباح سريعة على حساب صحة وسلامة المواطنين، حيث أكد الحاج طاهر بولوار في تصريح ل"الشروق" أن وزارة الداخلية عجزت عن القضاء على ظاهرة الأسواق الموازية، ووزارة التجارة تبرأت من رقابة هذه الأسواق، ما يجعل التجار يغرقونها بالمواد الفاسدة ومنتهية الصلاحية، وفي حال حدوث تسممات غذائية فردية أو جماعية، فإن المتسببين فيها مجهولون ولا يمكن متابعتهم، وأضاف أن الكثير من المساحات التجارية الكبرى تبيع السلع التي تقترب من نهاية صلاحيتها لهذه الأسواق حيث يسهل للشباب ترويجها بأسعار مخفضة، خاصة وأن فرق الرقابة لا تدخل لهذه الأسواق ولا تعرف ما يحدث فيها "وكأنها موجودة في المريخ". من جهته، أكد رئيس جمعية حماية المستهلكين مصطفى زبدي أن المواطن مرغمٌ في الكثير من الأحيان على اللجوء إلى هذه الأسواق بسبب غياب البديل، والنقص الفادح في الأسواق الجوارية، وأضاف أن جميع الأحياء الجديدة التي رحِّل إليها المواطنون لا تحتوي على أسواق ولا حتى محلات تجارية "لا يمكننا أن نحاسب المواطن على لجوئه للأسواق الموازية ونحن لم نقدم له البديل". وانتقد المتحدث مصالح الرقابة على مستوى وزارة التجارة لاستقالتها التامة من مراقبة هذه الأسواق، مؤكدا أن الوزارة بمقدرتها ضمان الحد الأدنى من تنظيم نشاط هذه الأسواق، بمراقبة ما يعرض فيها لحماية المستهلكين من أخطار التسممات الغذائية التي تكون في بعض الأحيان قاتلة. وفي استطلاع قاد "الشروق اليومي" إلى بعض الأسواق الموازية في العاصمة والبليدة، والتي تتواجد بالقريب من الأحياء الشعبية والتجمعات السكانية، وقفنا على عدد كبير من التجاوزات في مقدمتها عرض مواد سريعة التلف على غرار الأجبان ومشتقات الحليب تحت أشعة الشمس، والتي يقبل عليها المواطنون بسبب تسويقها بنصف الثمن، بالإضافة إلى عرض الزلابية وقلب اللوز على حافة الطرقات ما يجعلها عرضة للغبار ودخان السيارات، كما لجأ بعض المواطنين إلى تسويق اللحوم في سيارات تجارية غير مزوّدة بالمبردات بأسعار منخفضة حيث تُعرض وتباع تحت أشعة الشمس والهواء الطلق تحت حرارة عالية، ما جعل هذه اللحوم سريعة التلف وتنبعث منها رائحة كريهة، غير أن بعض المواطنين يقبلون على شرائها بسبب ثمنها المنخفض.