تسبّب خطأ إداري ارتكبته مصالح دائرة تيسمسيلت، في حرمان الشاب الكفيف المدعو أحمد رياح، من المشاركة في مسابقات التوظيف الخاصة بمعلّمي القرآن، حيث منحت له بطاقة معوق ذهنيا بدل كفيف. ويضطر أحمد رياح، البالغ من العمر 21 سنة، في شهر رمضان المبارك، إلى قطع مسافة 07 كلم ذهابا، ومثلها إيابا برفقة أخيه الأصغر مشيا على الأقدام، وسط الظلام الدامس من بيته الكائن بدوار الثنايا باتجاه المسجد العتيق ببلدية أولاد بسام في تيسمسيلت، ليؤمّ الناس في صلاة التراويح متطوعا. أحمد رياح، قال في تصريح ل"الشروق"، إنه يريد أن ينال أكبر قدر من فضائل الشهر الكريم، وحلمه أن يصبح عالما وداعية إلى الله. هذا الشاب لا يزال حتى الآن يعيش حياة صعبة للغاية، ولا يكفيه راتب الإعاقة الذي يتقاضاه كي يؤمّن به مصاريف الأكل والشرب، والأكثر من ذلك أنه حرم من المشاركة في مسابقة معلمي القرآن، بسبب خطأ فادح ارتكبته مصالح الدائرة، يتعلّق بنوع الإعاقة بعد أن منحته بطاقة شخصية تثبت فقدانه للمؤهلات العقلية، بدل أن تمنح له بطاقة كفيف صاحب إعاقة بصرية، الأمر الذي جعل حافظ كتاب الله عن ظهر قلب وصاحب موهبة ربانية يدركها الذين يعرفونه عن قرب، يقصى على الدوام من مسابقات التوظيف الخاصة بمعلمي القرآن الكريم، كرتبة التعليم القرآني أو الأعوان الدينيين برتبة مؤذن أوقيّم. وبالرغم من الخطوة الإيجابية التي قامت بها مصالح الدائرة نحو تصحيح الخطأ المذكور في الوقت بدل الضائع، وكذا حصوله على شهادة حفظ كتاب الله كاملا، بعد إخضاعه مؤخرا لامتحان شفوي أشرفت عليه لجنة استظهار القرآن الكريم بمعهد تكوين الإطارات الدينية بولاية غليزان، إلا أن إمكانية حصول الشاب الكفيف على وظيفة ثابتة يقتات منها تبقى ضئيلة جدا أمام السلوكات البيروقراطية في الإدارة على حدّ تعبيره.