رصد حراس خفر السواحل، أمس، في سواحل جزيرة إيبيثا الإسبانية قاربا مطاطيا على متنه 9 حراڤة جزائريين، حسب ما أوردته وسائل الإعلام الإسبانية، ومن بينها صحيفة "الباييس". وأكدت نفس المصادر أن الحراڤة التسعة كلهم ذكور، وكانوا تبدو عليهم لحظة توقيفهم أعراض انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم بسبب البرودة التي تعرضوا لها أثناء عبورهم البحر الأبيض المتوسط لبلوغ الضفة الأخرى، وتم على إثر ذلك نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. وتم معاينة القارب على الساعة السابعة والنصف صباحا، ليقوم حرس خفر السواحل بإبلاغ الشرطة الإسبانية التي أعلمت بدورها شرطة "سان خوسيب" لتتنقل وحداتها إلى عين المكان. هذا، ومن المقرر أن يُنقل الحراڤة الجزائريون إلى مركز مخصص للاجئين، إما بمدينة برشلونة أو بلنسية، حسب الإجراءات المتبعة في هذا المجال، حيث يتم التحقيق معهم ثم يحالون على القضاء الذي يحكم غالبا بطردهم من الأراضي الإسبانية بتهمة الهجرة غير الشرعية. وتؤكد التقارير الواردة من اسبانيا بأن هذه هي المرة الأولى التي يرسو فيها قارب بجزيرة إيبيثا، وهي تنتمي إلى جزر الباليار، علما أن هذه الجزر أضحت قبلة للحراڤة القادمين من الجزائر خصوصا، حيث رسا على مختلف سواحلها 3 قوارب للحراڤة في ظرف أسبوع فقط. وفي هذا السياق، كانت الجالية الجزائرية المتواجدة بجزر الباليار قد وجهت، في الأيام القليلة الماضية، رسالة إلى السلطات الإسبانية أبدت فيها موقفها من الهجرة غير الشرعية والحلول المقترحة لتفادي هذه المأساة الإنسانية، حيث اقترحوا على الحكومة الإسبانية تسهيل عمليات منح تأشيرات العمل لتفادي قوارب الحراڤة التي تجتاح إسبانيا بشكل غير مسبوق. وجاءت هذه الرسالة بعدما كشف موفد حكومة جزر الباليار إلى الحكومة المركزية بمدريد، رامون سوثياس، أن السلطات الأمنية الإسبانية ستشرع في تجهيز نقاط المراقبة البحرية في السواحل الجنوبية والجنوبية الشرقية بأجهزة رصد ورادارات للوقوف سدا منيعا أمام أي تسرب للحراڤة إلى السواحل الإسبانية، خاصة الجزائريين منهم. مصطفى فرحات