رفضت جماعة "سيليكا" المتمردة، وهي كبرى الجماعات الإسلامية في جمهورية أفريقيا الوسطى ،تعيين محمد كمون أول رئيس وزراء مسلم في البلاد. وعين كمون في أعقاب توقيع اتفاق الشهر الماضي بين الميليشيات المتنافسة بهدف إنهاء صراع ديني استمر لأكثر من عام. وكمون هو أول رئيس وزراء مسلم في هذا البلد الذي تقطنه أغلبية مسيحية، ومن المقرر أن يقود حكومة انتقالية فيها. وفر ما يقدر بنحو 20 في المائة من السكان من منازلهم بسبب هذا الصراع الذي بدأ بعد أن استولى متمردو سيليكا على السلطة في مارس عام 2013. وأدى هذا إلى ظهور ميليشيات "أنتي بالاكا" ذات الأغلبية المسيحية، وعصفت بالبلاد أعمال عنف أثنية ودينية. وتنحى ميشيل جوتوديا زعيم متمردي سيليكا من منصبه كرئيس للبلاد في إطار جهود إقليمية لإنهاء القتال في جمهورية أفريقيا الوسطى. وكانت كاثرين سامبا بانزا الرئيسة المؤقتة للبلاد قد عينت كمون في منصبة مساء الأحد. لكن متمردي سيليكا يقولون إنه بالرغم من أن كمون شغل منصب رئيس وكالة تحصيل الضرائب خلال فترة وجود جوتوديا في السلطة، فإنه لم يكن عضوا في الجماعة المتمردة. وقال إبراهيم نجاد المتحدث باسم سيليكا "شعرنا بخيبة أمل شديدة جراء هذا التعيين، صحيح أن السيد كمون عمل مع الرئيس السابق مايكل جوتوديا، لكن سيليكا منظمة بشكل جيد، ولها جناح سياسي". واتهم المتمردون الرئيسة كاثرين سامبا بانزا بعدم استشارتهم قبل اختيار كمون. لكن نجاد قال إن قادة متمردي سيليكا لا يزالون ملتزمين باتفاقية السلام. واتهم طرفا الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى بارتكاب جرائم حرب من بينها التعذيب والقتل خارج إطار القانون. وينتشر نحو سبعة آلاف من قوات حفظ السلام الدولية في البلاد، الا انهم يواجهون مصاعب شديدة في سبيل وضع حد لأعمال العنف والهجمات الانتقامية.