التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة: المترشحون مدعوون لاحترام أخلاقيات وآداب الممارسة السياسية والانتخابية    عرقاب يبحث مع وزير البترول النيجري سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة    غليزان.. تخرج أزيد من 3800 متربص من مؤسسات التكوين المهني في دورة أكتوبر    جيلالي تشرف على تنصيب اللجنة الوطنية للمجالات المحمية    حج 2025: اجتماع تنسيقي لمتابعة ترتيبات برنامج الرحلات الجوية    الاحتلال يجبر سكان الضفة على ترك بيوتهم بالقوّة!    قنبلة ترامب الوهمية    ربط 332 مستثمرة فلاحية بشبكة الكهرباء في 2024 بغرداية    عرائس في القفص الذهبي قيد التجربة    كتاب جديد عن جرائم فرنسا في الجزائر    الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تثمن الموقف العربي الرافض لمخططات التهجير    كرة السلة/الكأس الممتازة: اجراء مباراة اتحاد الجزائر/وداد بوفاريك يوم الثلاثاء بالقاعة البيضاوية    10 قطارات يومياً على خطّ بشار غارا جبيلات    رئيس لبنان يشيد بمواقف الجزائر    المصارف الإسلامية جزء من النظام المصرفي    رقمنة وثيقة التصريح بالحوادث قريباً    أمن البليدة يوقف 28 شخصا    استشهاد سبعة صحفيين فلسطينيين في غزة خلال شهر يناير الماضي    طواف الجزائر 2025 : 83 دراجا عند خط انطلاق المرحلة الثانية في ولاية قسنطينة    كرة القدم/مونديال-2025 (أقل من 17 سنة/إناث): انطلاق التربص التحضيري للمنتخب الوطني بسيدي موسى    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي نور الدين مرداسي    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي نور الدين مرداسي    الخارجية الفلسطينية: السلطة بدأت دراسة آلية دخولها إلى قطاع غزة    مجلس الوزراء يصادق على قانون المناجم الجديد    وفد من سونلغاز بالقاهرة لبحث فرص التعاون مع شركات مصرية    الإعلان عن ترتيبات موسم الحج حصريا عبر المصادر الرسمية الموثوقة للديوان الوطني للحج والعمرة    تضمن تعيينات وإنهاء مهام في وظائف عليا في الدولة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء    بن يحيى: كنا أكثر إصرارا على التتويج بالكأس الممتازة    أندية عربية كبيرة تتهافت على خدمات زكري    نحتاج لرؤية جماعية وموحدة لتطوير الرياضة    حمزة ياسين يفوز بالمرحلة الأولى    إعلان هام لفائدة المتقاعدين    شركات كورية وصينية مهتمة بالسوق الجزائرية    الاعتداء على ساقية سيدي يوسف مطابقة لمجازر غزة    سلطات الاحتلال المغربي ترحّل سجناء صحراويين    جيش الاحتلال ينسحب من محور "نتساريم"    ضبط 75 ألف كبسولة من المؤثرات العقلية بالوادي    مئات المغاربة في مسيرة حاشدة بمراكش    فرسٌ تَعثّر فنهض    البروفيسور بلعقروز ينتزع جائزة الدولة للكتاب العربي 2025    المهرجان الثقافي الوطني للعيساوة بداية من 8 مارس القادم    نسخة مترجمة لكتاب الحكومة المؤقتة    موافقة مبدئية للرئيس تبون على مراجعة الأجر الأدنى المضمون    سعداوي يستقبل الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية    5ملايين مصاب بالسكري أفاق 2030 بالجزائر    مسبوق قضائيا يروج الخمور    توقيف مروج المؤثرات العقلية    ميلة: تنظيم الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة من 8 إلى 11 مارس المقبل    مسابقة للبحث في تاريخ الأمير    اتحاد الحراش يزيح مولودية وهران    ارتفاع الإنتاج الوطني من أدوية السرطان    "جرائم حرب فرنسا في الجزائر, 1830- 1847" , إصدار جديد لكريمة آيت دحمان    حج 2025.. بآليات تنظيمية ورقمية متطورة    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاعتداء على ساقية سيدي يوسف مطابقة لمجازر غزة
الأستاذان بلحي وأمازيت في ندوة "شايب دزاير":
نشر في المساء يوم 10 - 02 - 2025

أشار الأستاذان محمد بلحي وبوخالفة أمازيت إلى وجود تشابه كبير بين مجزرة ساقية سيدي يوسف التي قام بها الاحتلال الفرنسي في 8 فيفري 1958 على الحدود الجزائرية التونسية، والعدوان الصهيوني على فلسطين، خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى"؛ من خلال التبعات الدولية لهذين الاعتداءين، والتنديد بهما حتى من أبناء جلد الاحتلالين الفرنسي والصهيوني، وكذا التعرض للمدنيّين بشكل فاضح.
قال الكاتب والإعلامي محمد بلحي خلال الندوة التي نشّطها أول أمس رفقة الصحفي وكاتب السيناريو بوخالفة أمازيت بمكتبة "شايب دزاير" في الجزائر العاصمة، إنّ قصف الاحتلال الفرنسي لساقية سيدي يوسف أحدث زلزالا دوليا؛ فقد أسقط الجمهورية الفرنسية الرابعة، ولقي تنديدا من دول الغرب، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي ندّدت بهذه الفعلة التي قُصد منها إسقاط أكبر عدد ممكن من الجزائريين الذين كانوا يستوطنون ساقية سيدي يوسف بتونس، وحتى شاحنات الصليب والهلال الأحمر التونسي التي كانت في عين المكان لمساعدة اللاجئين الجزائريين، لم تَسلم من هذا العدوان.
وأضاف في الندوة التي نظمتها المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، أنّ هذا الهجوم الشنيع الذي تقرّر على مستوى الجزائر ولم تكن تعلم عنه باريس، نتج عنه صخب إعلامي كبير؛ فقد كتبت عنه، مثلا، صحيفة "نيويورك تايمز" ، ومجلة "باري ماتش"، والجريدة التونسية "لاكسيون"، وجريدة "إيكو دالجي". وبالمقابل، شكلّ هذا الهجوم الذي تحجّجت به السلطات الاستعمارية بوجود الثوّار الجزائريين في المنطقة رغم أنّ الضحايا كانوا من المدنيين، بداية لاستقلال الجزائر.
وتابع أنّ الموقف الأمريكي والبريطاني للقضية الجزائرية كان باهتا، لكنّه تغيّر تماما بعد الهجوم على ساقية سيدي يوسف بتونس، خاصة بعد تقديم الرئيس التونسي بورقيبة، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي. كما خافت أمريكا من حدوث تقارب بين تونس والاتحاد السوفياتي سابقا بفعل هذه العملة، في حين رأت إيطاليا أنّ ما حدث يهدّد استقرار المتوسط. كما ذكر بلحي حدوث تغيير في القانون الخاص باللاجئين بعد هجوم الاحتلال الفرنسي على ساقية سيدي يوسف، وكذا الفوز الدبلوماسي الذي حقّقته الجزائر، ومحاولة لمّ شمل دول المغرب العربي من خلال لقاء جرى بطنجة شهرين بعد الاعتداء.
من جهته، تأسف الإعلامي بوخالفة أمازيت على جهل الكثير من الجزائريين والتونسيين، لما جرى "حقيقة" في ساقية سيدي يوسف، التي أودت بالجمهورية الفرنسية الرابعة التي كانت تعاني من الهشاشة بفعل الحرب في الفيتنام، واستقلال المغرب وتونس، وشدّة الحرب في الجزائر، ليؤكّد أن ممارسات فرنسا الاحتلالية في الجزائر لم تتغيّر طيلة فترة الاستعمار، ليشكّل الهجوم على ساقية سيدي يوسف محطة من محطات العنف الذي ارتكبه المحتل الفرنسي بالجزائر.
وأضاف المتحدّث أنّ جهود المجموعة الإفريقية الآسيوية لنصرة الجزائر على مستوى الأمم المتحدة، لم تثمر قرارا إلاّ عام 1960؛ بعد الهجوم على ساقية سيدي يوسف، والعمليات العسكرية الأخرى التي طالت الجزائريين، ليصدر قانون حقّ الشعوب في تقرير مصيرها. وذكر غضب فرنسا الشديد من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لإرسالهما السلاح إلى تونس متحجّجة بأنّ هذا السلاح سيوجَّه للثوّار الجزائريين أو الخارجين عن القانون كما كانت تسميهم، وكذا إدانتها لأسر جنود فرنسيين من طرف الثوّار الجزائريين بتونس، والذين أُعدم ثلاثة منهم ردا على إعدام ثلاثة جزائريين، ليقرّر جنرالاتها الاعتداء بكلّ وحشية، على ساقية سيدي يوسف؛ حيث لا توجد أيّ قاعدة عسكرية جزائرية، ومن ثم يصدر الجنرال ديغول قانون حق ملاحقة عناصر جيش التحرير الوطني حيثما كانوا.
وتابع أمازيت أنّ اللاجئين الجزائريين الذين كانوا يقيمون بمخيّم بساقية سيدي يوسف، كانوا يعيشون فقرا شديدا. وقد اختارت فرنسا المحتلة يوم تنظيم السوق لإسقاط أكبر عدد من المدنيّين، ليلقى هذا الاعتداء تنديدا دوليا كبيرا، خاصة أنه تم على أرض دولة ذات سيادة. وشبّه الاحتلال الفرنسي للجزائر بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، معتبرا أنّ الهجوم على ساقية سيدي يوسف مقدّمة لما حدث لغزة. وهذا العنف الذي تتعرّض له الشعوب ليس وليد اليوم، بل بدأ في القرن التاسع عشر، ويتواصل إلى غاية القرن الحادي والعشرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.