قضى سكان حوش مولين المتواجد قبالة مركز معطوبي حرب التحرير بالدويرة، زهاء 20 سنة من المعاناة والتشبث ب "الوعود الكاذبة" كما وصفوها في ظل معيشة جد صعبة بالأكواخ القصديرية التي أصبحت تشكل خطرا على قاطنيها بعد مرور قرابة ربع قرن. وقد تحصل سكان الحي طوال هذه الفترة على الكثير من الوعود فيما يخص تسوية وضعيتهم، لكنها بقيت و لحد الساعة مجرد حبر على ورق دون إيجاد حل لوضعيتهم، التي دفعتهم إلى طرح العديد من التساؤلات تنصب كلها حول ضرورة تحديد مصيرهم "هل نحن سكان فوضويون أم سكان لهم كامل الوثائق الضرورية التي تثبت ضرورة تسوية وضعيتهم وتخول لهم الحصول على سكن لائق؟ وغيرها من التساؤلات التي أصبح يتخللها القلق والخوف من المصير الذي ينتظرهم، خاصة بعد إصدار والي العاصمة قرارا بتهديم البناءات الفوضوية والقضاء على هذه التجمعات. ويضم الحي المذكور أكثر من 70 عائلة منذ 1989 يعيشون في ظروف قاسية داخل أكواخ تفتقر لأدنى شروط الحياة على غرار الكهرباء، الماء، الغاز وقنوات الصرف الصحي، فلجؤوا بذلك إلى طرق غير شرعية للتزود بها من خلال القرصنة على أسلاك الكهرباء والغاز، أما الماء فهم يتزودون به عن طريق شراء صهاريج باهظة الثمن يجهلون مصدرها، إن كانت صالحة للشرب أم لا؟!، بعد إصابة الكثير منهم خاصة الأطفال بأمراض مختلفة على غرار الإسهال. وقد لفت انتباهنا ونحن نتجول بذات الحي مجاري المياه القذرة التي كانت تسيل على المباشر وأمام مرأى الجميع على شكل برك متجمعة، بعد امتلاء الحفر التي حفرها السكان خصيصا لتجميعها ورفض مسؤولي البلدية -حسب السكان- إرسال شاحنات تقوم بإفراغ تلك الحفر من المياه القذرة، لكن في الأخير يلجؤون إلى مدخولهم من أجل كراء شاحنات تابعة لخواص من أجل قيامها بذلك، بعد أن ذاق السكان درعا من الروائح الكريهة المنبعثة، زيادة على الحشرات الضارة وتفشي العديد من الأوبئة المتنقلة عبر المياه. هذه الأخيرة حرمت الأطفال من أدنى حقوقهم واللعب كبقية أقرانهم، كما أكد سكان الحي أن معاناتهم تتكرر صيفا وشتاء، لكن الوعود الكثيرة والآمال التي تعلقوا بها طوال هذه السنوات تبخرت بعد مرور أكثر من سنة على انعقاد الاجتماع المشترك للمصالح المختلفة في 24 جانفي 2006 من أجل دراسة الملف وإيجاد حل لتسويته. وبعد أن طال انتظار السكان حاولوا الاتصال بالوالي المنتدب للدائرة الإدارية للدرارية، بغية تحديد موعد لاستقبالهم من أجل إفادتهم عن ملفهم الموجود على مستوى مصالحه منذ أكثر من سنة، لكنه رفض استقبالهم -حسب السكان- وبعد محاولات عديدة تمكنوا من لقاء الوالي ولكنه لم يفدهم بأي جديد عن ملفاتهم. من جهتنا توجهنا للدائرة الإدارية للدرارية من أجل الاستفسار عن مصير هؤلاء السكان لكننا لم نتمكن من ذلك. نسيمة بلعباس