إتهم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس اسرائيل، في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، بخوض "حرب ابادة" في غزة، فيما وصف وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان كلمة عباس بأنها "تحريضية ومليئة بالاكاذيب." وقال عباس إنه ينبغي معاقبة اسرائيل على "جرائم الحرب" التي ارتكبتها في غزة، ولكنه لم يهدد باحالة القضية الى محكمة الجنايات الدولية. وكانت بعض المنظمات الانسانية اتهمت عباس وممثليه في بعض المنظمات الدولية بسحب الشكوى التي أودعها النائب العام في غزة ووزير العدل الفلسطيني لمتابعة إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لكن القضية قُبرت ولم تأخذ أبعادا أخرى بعد أن فجرها أحد الأطباء الفرنسيين المتطوعين في غزة.. وكانت الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة قد اسفرت عن مقتل 2100 فلسطيني و73 في الجانب الاسرائيلي. وتقول الاممالمتحدة إن الغالبية العظمى من القتلى الفلسطينيين مدنيون، ولكن اسرائيل تدعي أن العدد الكبير من القتلى المدنيين يعود الى قيام حماس باطلاق الصواريخ من مناطق ومنشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس مما اجبر اسرائيل على الرد على مصادر النيران. وكانت اسرائيل قد فتحت تحقيقا جنائيا في خمس حالات يعتقد ان مدنيين قتلوا فيها، كما تحقق في 100 حادثة. "اسئلة اساسية" وقال الرئيس عباس إن حجم الدمار الذي وقع في غزة غير مسبوق ويتجاوز الدمار الذي تسببت فيه حروب اسرائيل السابقة. وقال في كلمته امام الجمعية العمومية في نيويورك "الحرب الاخيرة على غزة كانت عبارة عن سلسلة من جرائم الحرب ارتكبتها اسرائيل على مرأى ومسمع العالم بأسره لحظة بلحظة." واضاف الرئيس الفلسطيني انه من المستحيل للفلسطينيين العودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل ما لم تتناول هذه المفاوضات ما وصفها "بهذه المسائل الاساسية."وقال "بات من المستحيل العودة لمفاوضات يفرض الاحتلال نتائجها المسبقة من خلال استمرار الاستيطان، ولا قيمة لمفاوضات لا ترتبط بجدول زمني يحقق هدفها، ولا معنى ولا فائدة ترتجى من مفاوضات لا يكون هدفها المتفق عليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطين." واضاف "أن فلسطين تعد قرارا في مجلس الامن يجسد اساسا للحل السلمي، لاننا مؤمنون بالسلام". وقال "لا معنى او قيمة لمفاوضات هدفها ليس انهاء الاحتلال الاسرائيلي تحقيق استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على كامل التراب الفلسطيني المحتل في عام 1967." وقال الرئيس عباس إن "فلسطين ترفض أن يكون حق شعبها في الحرية رهينة لاشتراطات عن أمن إسرائيل"، وإن "شعب فلسطين هو من يحتاج في الحقيقة إلى الحماية الدولية الفورية وهو ما سنسعى إليه من خلال المنظمات الدولية، ويحتاج إلى الأمن وإلى السلام قبل أي أحد آخر، وأكثر من أي أحد آخر". الا ان ليبرمان قال إن كلام عباس "يؤكد مرة اخرى عدم رغبته في ان يكون شريكا في اتفاق دبلوماسي معقول."واتهم ليبرمان الرئيس الفلسطيني "بممارسة الارهاب الدبلوماسي." وكان عباس قد هدد باحالة اسارئيل الى محكمة الجنايات الدولية، ولكنه لم يتطرق الى الموضوع في كلمته. وقال الرئيس الفلسطيني ايضا إن "ساعة استقلال الدولة الفلسطينية" قد حانت، مضيفا ان سيسعى الى استصدار قرار من مجلس الامن حول حل الدولتين ولكنه لم يتطرق الى جدول زمني لذلك. ولم يكن الوفد الاسرائيلي بين الحاضرين عندما القى عباس كلمته. "مهينة" وانتقدت الولاياتالمتحدة في وقت لاحق كلمة عباس ووصفتها بأنها "مهينة" ومقوضة لما وصفتها "بجهود احلال السلام." وقالت جين ساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية "تضمنت الكلمة التي القاها الرئيس عباس اليوم اوصاف جارحة مخيبة للآمال نرفضها تماما."ومضت للقول "إن هذه التصريحات الاستفزازية مضرة وتقوض الجهود المبذولة من اجل خلق اجواء ايجابية واعادة الثقة بين الاطراف."