في أول ردّ رسميّ من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو على خطاب رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عباس (أبو مازن) في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وصفت مصادر رفيعة المستوى الخطاب بأنّه خطاب تحريضيّ ومليء بالأكاذيب، على حدّ قول هذه المصادر. ونقل موقع (WALLA) الإخباريّ الالكترونيّ عن مسؤولين كبار في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ قولهم في تعليقهم الأوليّ على خطاب رئيس السلطة عبّاس إنّه خطاب تحريض وكراهية، ويظهر حقيقة من هو الطرف الذي لا يريد السلام، على حد زعم هؤلاء المسؤولين. وأضاف المسؤولون عينهم قائلين، بحسب الموقع، إنّ خطاب رئيس السلطة جاء ليُظهر عبّاس على حقيقته وأنّه الطرف الذي يقوم بتعطيل عملية السلام على حد قولهم. علاوة على ذلك، أشاروا إلى أنّ خطابات عبّاس الأخيرة تُظهر حقيقته ونواياه الحقيقية. ووصفت المصادر في ديوان نتنياهو خطاب رئيس السلطة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنّه محفوف بالأكاذيب والدعاية التي تحرض ضد إسرائيل، على حدّ زعمهم. وكانت أقوى ردود الأفعال في إسرائيل على خطاب عبّاس قد صدرت عن وزير الخارجية الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان، الذي قال إنّ عبّاس هو خليفة لياسر عرفات ولكن بطرق أخرى، وينتهج نفس نهج التحريض على إسرائيل الذي انتهجه عرفات. وأضاف ليبرمان قائلاً إنّ أقوال عبّاس في الأمم المتحدّة تُوضح بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل إنّه ليس معنيًا وغيرُ قادر أنْ يكون شريكًا في التوصّل لترتيب سياسيّ منطقيّ. وأضاف رئيس الدبلوماسيّة الإسرائيليّة قائلاً إنّه ليس من باب الصدفة أنْ توصّل عبّاس إلى اتفاق وتوافق مع حماس، وأقام حومة معها، إذ أنّه يقوم بإكمال مسيرة الإرهاب الذي تنتهجه حركة حماس، عن طريق ممارسة الإرهاب السياسيّ، ويقوم بابتكار الأكاذيب ضدّ إسرائيل، مُضيفًا أنّه طالما بقي عبّاس رئيسًا للسلطة الفلسطينيّة فإنّه سيعمل على إطالة زمن الصراع مع إسرائيل، كما أنّه، أيْ عبّاس، بحسب ليبرمان، يُثبت كلّ مرّة من جديد أنّه ليس رجل سلام، بل خليفة عرفات، ولكن بطرقٍ بديلةٍ، على حدّ تعبيره. ولفت الموقع الإسرائيليّ إلى أنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة احتجّت أمس الجمعة على الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينيّة عباس من على منصة الأممالمتحدة وطالب فيه بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وباستقلال دولة فلسطين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي: كانت في خطاب الرئيس عباس اليوم توصيفات مهينة هي في العمق مخيبة للآمال ونرفضها. ونددت أيضًا في بيان مقتضب بتصريحات استفزازيّة من جانب رئيس السلطة الفلسطينيّة. وكان عبّاس قد طالب أمس الجمعة من على منبر الجمعية العامّة للأمم المتحدّة بإنهاء الاحتلال الإسرائيليّ للأراضي الفلسطينيّة. واتهم إسرائيل أيضًا بشن سلسلة من جرائم الحرب على قطاع غزة متعهدا بمعاقبة مجرمي الحرب. وتابع عبّاس قائلاً آن لهذا الاحتلال الاستيطاني أنْ ينتهي الآن، هناك احتلال يجب أنْ ينتهي الآن، وهناك شعب يجب أنْ يتحرر على الفور، لقد دقت ساعة استقلال دولة فلسطين، على حدّ قوله. وانتقدت بساكي أيضًا ما وصفتها بالتصريحات غير البناءة والتي من شأنها أنْ تجهض الجهود الهادفة إلى خلق مناخ ايجابي وإلى إعادة بناء الثقة بين الإطراف، على حدّ تعبيرها. في السياق ذاته، اعتبرت الصحافيّة الإسرائيليّة، عاميرا هاس، في مقالٍ نشرته السبت على موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة، اعتبرت أنّ خطاب عبّاس أربك الولايات المتحدّة الأمريكيّة، ومنح النصر لليمين الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرها. وقالت أيضًا إنّ الخطاب منح الغرب فرصة أخرى لشنّ حملة انتقادات ضدّ إسرائيل، مُشدّدّةً على أنّ خطاب عبّاس الأخير يختلف جوهريًا عن خطاباته الأخيرة، لافتةً إلى أنّه يُستشّف من استعمال المصطلحات، أنّه تنازل عن التوجّه للرأي العام الإسرائيليّ، وأنّ خطابه كان موجهًا لأبناء شعبه، الذين غضبوا عليه بسبب تصريحاته الأخيرة، فجاء هذا الخطاب، أضافت الصحافيّة هاس، ليقول لهم إننّي معكم، وأتبنّى الشعارات التي كنتم تُرددونها في المظاهرات، على حدّ قولها.