أفادت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه لن يتنحى عن منصبه كما دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية عقب صدور تقرير لجنة فينوغراد، وذلك وسط تكهنات باحتمال أن ينسحب وزير الدفاع من الحكومة على خلفية التقرير. فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه البقاء في منصبه ومواصلة العمل على تصحيح الأخطاء التي وقعت خلال فترة الحرب، كما أكد مسوؤل في مكتب أولمرت الخميس عندما صرح لوسائل الإعلام الإسرائيلية أنه لن يتنحى عن منصبه وسيعمل على تنفيذ التوصيات التي وضعتها لجنة فينوغراد. كما تحدث حلفاء مقربون من أولمرت أن الأخير لا يفكر في الاستقالة، وسيحاول تشكيل ائتلاف عريض يساعده على مواصلة مفاوضاته مع الجانب الفلسطيني بخصوص قيام دولة فلسطينية، وذلك قبل أن تنتهي الولاية الدستورية للرئيس الأميركي جورج بوش نهاية العام الجاري. يذكر أن تقرير فينوغراد اعتبر الحرب على لبنان فرصة أضاعتها إسرائيل، مشيرا إلى وقوع إخفاقات وعيوب خطيرة، لكنه لم يوجه انتقادا خاصا لرئيس الوزراء أولمرت، ومكتفيا بالقول إنه تصرف بطريقة أعتقد أنها تخدم مصالح البلاد. وكان زعيم حزب الليكود المعارض ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو وصف في مؤتمر صحفي أمس الخميس إيهود أولمرت بأنه رئيس وزراء غير كفء ولا يستحق تولي القيادة، وذلك في معرض تعليقه على ما ورد في تقرير لجنة فينوغراد حول الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان صيف 2006. كما اتهم أولمرت بأنه يرفض تحمل المسؤولية وإبداء حس بالنزاهة أو بالقيادة ويرفض أن يفعل ما تتوقعه منه الأغلبية العظمى من الشعب، مشيرا إلى إمكانية استعادة ما وصفه بالقيادة الجيدة والمسؤولة عبر الانتخابات. وحث نتنياهو وزير الدفاع إيهود باراك زعيم حزب العمل الشريك الرئيسي في الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه أولمرت، على الانسحاب من الحكومة. وفي هذا السياق قال نائب وزير الدفاع -الذي انضم إلى حكومة أولمرت بعد الحرب على لبنان- أن باراك يدرس حاليا الأسلوب المناسب للرد على التقرير. بيد أن مراقبين محليين ألمحوا إلى احتمال أن ينسحب باراك من الحكومة التي لن تجد مفرا في هذه الحالة من الدعوة إلى انتخابات مبكرة تتوقع استطلاعات الرأي بأنها ستكون لصالح زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو. من جانبها انتقدت منظمة العفو الدولية نتائج التقرير الإسرائيلي بشأن الحرب على لبنان لأنه لم يعالج المسائل الأساسية ومن بينها جرائم الحرب التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون. وجاء ذلك على لسان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة مالكولم سمارت، الذي قال إن التقرير فرصة أخرى تم إهدارها لمراجعة السياسة والقرارات التي كانت وراء الانتهاكات الخطيرة لقانون حقوق الإنسان الدولي بما فيه جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية. الشروق أون لاين. الوكالات