تمكنت الفرقة المتنقلة لمكافحة الإجرام لأمن المقاطعة الإدارية لحسين داي من تفكيك شبكة خطيرة لتزوير، سرقة وبيع السيارات، تم على إثرها استرجاع 9 سيارات منها ثلاث مركبة و6 عبارة عن قطع غيار تم تفكيكه بغرض بيعه في السوق السوداء، كما تم توقيف 8 أفراد من عناصر العصابة، أحيلوا على وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي في ال 24 جانفي المنصرم، حيث أمر بإيداع أربعة منهم الحبس المؤقت ووضع البقية تحت الرقابة القضائية، وقد تبين من خلال التصريحات الأولية للمتهمين أن السيارات المسروقة التي لا يقل ثمنها عن 90 مليون سنتيم يتم بيعها ما بين 20 إلى 24 مليون سنتيم، بدون وثائق، باتفاق مع الزبون من خلال بيع السيارة المسروقة برقم تسلسلي مزور "إعادة الطرق". وأوضح ضابط الشرطة عدلان بوجاجة، رئيس الفرقة المتنقلة لمكافحة الإجرام لأمن المقاطعة الإدارية لحسين داي، الذي كان يترأس الفرقة المكلفة بمتابعة العصابة، والمكونة من 11 عنصرا من أكفأ عناصر الشرطة القضائية، أمس في لقاء مع "النهار"، أن بداية العملية كانت بتكليف عناصر من الشرطة القضائية بالزي المدني على متن سيارات مموهة وغير معروفة لدى المواطنين، للقيام بالعمل الاستعلاماتي والميداني، وقد تمكنت على إثرها من تحديد بعض المشتبه فيهم وهم من ذوي السوابق العدلية في قضايا مماثلة لسرقة السيارات، ومازالوا ينشطون بطريقة غير مباشرة من خلال استغلال بعض الشباب غير المشكوك فيهم للقيام بعمليات السرقة، حيث تمت مراقبة المكالمات الصادرة والواردة، وقد أفادت التحريات الأولية أن عناصر العصابة كانوا يقومون بتغيير شرائح الهاتف النقال والهواتف بصفة دائمة ومستمرة، وأضاف ضابط الشرطة أنه بعد التحليل الدقيق لقائمة المكالمات خاصة تلك المتعلقة بساعات متقدمة من الصباح، تم تحديد المسار المعتمد الذي تنتهجه الجماعات المتخصصة في سرقة السيارات بقطاع اختصاص ولاية الجزائر إلى الولايات المجاورة، حيث دام العمل الاستعلاماتي للفرقة مدة تقارب الشهر ليتم بعدها تحديد هوية أحد الضالعين في هذه العصابة، وهو يلعب دورا أساسيا في توزيع وبيع السيارات المسروقة وقطع الغيار بقطاع ولاية تيزي وزو. وقال ضابط الشرطة أنه بعد تحديد كل المعلومات وبعد الحصول على إذن بالتفتيش من طرف وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي بتمديد الاختصاص القضائي إلى نيابة تيزي وزو، قامت الفرقة المكلفة بمتابعة القضية بالتنقل عدة مرات للمنطقة قصد الاستطلاع وتحديد مكان تواجد المشتبه فيه الرئيسي ومعرفة مداخل ومخارج تنقله وهويته الكاملة. محل التفكيك مؤجر بمليون سنتيم عن كل سيارة وأوضح محدثنا أنه تأكد أن المشتبه به موجود بمنطقة بن خدة بميرابو المعروفة ببيع قطع غيار المركبات، وهو المدعو "م.ن" 29 سنة، ينحدر من منطقة تيرمتين ببلدية ذراع بن خدة بتيزي وزو ثبت أنه يملك محلا لبيع قطع الغيار المسترجعة، وبعد تتبعه ورصد تحركاته عن بعد، تم توقيفه رفقة شخص آخر كانا على متن سيارة "كيا بيكانتو"، وأشار ضابط الشرطة أن المتهم ومرافقه كان يسيران خلف سيارة أخرى من نوع "شيفرولي اوبترا" يقودها عنصر ثالث من العصابة كان بصدد تمشيط المنطقة، حيث تم إلقاء القبض على هذه العناصر على مستوى منطقة الدخول إلى تيزي وزو بعد تتبعهم من ميرابو إلى تيرمتين إلى غاية الطريق السريع الرابط بين تيزي وزو وبجاية، وبعد مراقبة السيارتين تبين أن الرقم التسلسلي للسيارة الأولى مزور، تمت سرقتها من منطقة خرايسية بداية شهر جانفي، أما الثانية والمرقمة بترقيم ولاية بجاية فكان رقمها التسلسلي لا يتطابق مع المعايير العالمية، وأضاف الضابط عدلان انه بعد عملية الاستنطاق اتضح أن الأشخاص الثلاثة كانوا على موعد مع شخص رابع بهدف عقد صفقة بيع وشراء، حيث تم التنقل معهم إلى مكان الموعد بمنطقة سيدي نعمان، حيث تم اللقاء مع العنصر الرابع الذي كان على متن سيارة "كيا بيكانتو"، اتضح بعد فحصها أن رقمها التسلسلي غير مطابق للمواصفات العالمية. وفي ال 21 من شهر جانفي وبعد الحصول على إذن بالتفتيش عادت الفرقة إلى المكان حيث تم العثور على شاحنة من نوع هيونداي بثلاجة، بمنطقة تالا بوملين، كانت تستغل من قبل 3 أشخاص لنقل قطع غيار سيارات مسروقة، من محل المتهم، تم إلقاء القبض عليهم في حالة تلبس، وبعد تفتيش المكان تم العثور على عدد من نسخ رخص السياقة وذاكرات السيارات، كما تبين أن واحدا من الذين تم القبض عليهم هو مؤجر المكان، اتضح أنه يؤجر مقابل كل سيارة ب 1 مليون سنتيم، إضافة إلى 5000 دينار مقابل تقديم يد المساعدة للعصابة في التفكيك، وقد تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي في ال 24 جانفي، كما تم توجيه كل السيارات المسترجعة إلى الحظيرة لتوضع تحت تصرف العدالة، وقد أمر وكيل الجمهورية بإيداع 4 منهم رهن الحبس المؤقت فيما وضع البقية تحت الرقابة القضائية.