اقترب تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على محافظة الأنبار غربي العراق مما يثير مخاوف من هجوم محتمل على بغداد, في حين قال قائد الأركان الأميركي إن بلاده ستقدم مساعدة ضمن عملية برية محتملة لاستعادة مدينة الموصل شمالي البلاد من التنظيم. وأعلن تنظيم الدولة نفسه قبل أيام أنه بات يسيطر على معظم محافظة الأنبار بعد معارك ضارية مع القوات العراقية و"الصحوات" التي تقاتل إلى جانبها. وجاء إعلان التنظيم بعدما سيطر على مدينة هيت ومناطق جديدة في محيط مدينتي الفلوجة والرمادي. ونُقل عن وزير الكهرباء العراقي قوله إن تنظيم الدولة بات يسيطر على مساحة 80% من الأنبار, ووصف الوضع في المحافظة بأنه حرج جدا. وحذر قاسم الفهداوي من أن سقوط مدينة الرمادي -وهي مركز المحافظة- سيسمح للتنظيم بجعلها نقطة الانطلاق لهجوم محتمل على بغداد. وبالتزامن مع هذا التحذير, تحدثت تقارير إعلامية عراقية عن استقدام التنظيم عشرة آلاف مقاتل من سوريا تمهيدا لهجوم على بغداد انطلاقا من الأنبار. ودفع التقدم السريع للتنظيم في الأنبار مجلس المحافظة إلى مطالبة التحالف الدولي الذي يشن حملة جوية على التنظيم في العراقوسوريا، بنشر قوات برية في المحافظة, لكن هذه الدعوة قوبلت بانتقادات. وشن مسلحو التنظيم في الأسابيع الثلاثة الماضية هجمات منسقة عنيفة على ثكنات للجيش والأمن في محيط مدينتي الفلوجة والرمادي على وجه الخصوص، مما أدى إلى مقتل وأسر مئات الجنود العرقيين. وقتل أمس قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي في تفجير عبوة ناسفة في منطقة البوريشة قرب الرمادي. وقال الصحفي العراقي نهاد الزين للجزيرة إن تنظيم الدولة الإسلامية يسعى لتنفيذ حملة اغتيالات للقادة العسكريين في الرمادي كي تسهل له السيطرة عليها. من جهته, أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار غازي الكعود أن مقاتلي تنظيم الدولة أحكموا السيطرة على المنافذ الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية لناحية الفرات، وبدؤوا حصار نحو أربعين ألف نسمة من سكان الناحية معظمهم من عشيرة "البونمر". استعادة الموصل في هذه الأثناء, قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن الولاياتالمتحدة قد تلعب دورا أكبر في تقديم المشورة والمساعدة على الأرض في المستقبل للقوات العراقية. وأضاف في مقابلة مع قناة "أي.بي.سي" التلفزيونية الأميركية مساء أمس أن هذا الدور سيتم توسيعه إذا حاولت القوات العراقية استعادة مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ يونيو/حزيران الماضي. وتحدث المسؤول العسكري الأميركي عن نوع مختلف من المشورة والمساعدة بسبب تعقيد معركة الموصل المحتملة, وقال إن هذه المعركة ستكون المرحلة "الحاسمة" في الحملة البرية. وتستبعد واشنطن إرسال قوات برية إلى العراق لمساعدة القوات العراقية على استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى والتأميم (كركوك) والأنبار، مع أنها أرسلت مزيدا من المستشارين العسكريين إلى بغداد وإقليم كردستان العراق. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت في أغسطس/آب الماضي حملة جوية تستهدف تنظيم الدولة لوقف تقدمه نحو كردستان العراق. وقال ديمبسي إن سلاح الجو الأميركي استخدم الأسبوع الماضي لأول مرة مروحيات الأباتشي الهجومية ضد تنظيم الدولة جنوب غرب بغداد لمنعه من مهاجمة مطار بغداد الدولي. وأضاف أنه لولا ضربات الأباتشي لتمكن المسلحون من مهاجمة المطار, قائلا إن بلاده لن تسمح بذلك.