عُثر صباح الثلاثاء في حدود الساعة الثامنة صباحا على جثة محافظ شرطة داخل مكتبه، سابحة في الدماء، ويتعلق الأمر، بالمدعو "زهير.ع" 36 سنة، أعزب، وهو رئيس الأمن الحضري الخامس بمنطقة حي النصر 10 كلم عن عاصمة الولاية. حسب مصادر "الشروق" فإن الضحية عثر عليه غارقا في دمائه داخل مكتبه، بينما تضاربت الروايات حول فرضية الانتحار أو الخطأ في استعمال السلاح الناري، في حين تنقل وكيل الجمهورية والمفتش الجهوي للشرطة وعدد من الإطارات رفقة الطبيب الشرعي بمستشفى محمد بوضياف إلى مسرح الجريمة فور التبليغ بالحادثة للوقوف على المشهد المروع الذي صدم مشاعر زملائه. واستنادا إلى أولى التحقيقات فإن مسدس الضحية، كان مزودا بكاتم الصوت ولم يتفطن له أحد لوفاته، إلا بعد مرور وقت ليس بالقصير، مما يطرح نقطة استفهام أخرى، حول القضية المثيرة، كما أن رصاصة واحدة اخترقت رقبة الضحية وخرجت من رأسه، كانت كافية لمفارقته الحياة، فيما باشر الطبيب الشرعي تشريح الجثة في حدود الساعة الثانية بعد زوال الثلاثاء، لمعرفة دواعي الوفاة وطريقة تنفيذها وتحرير التقرير الطبي المفصل الذي سيرفع إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة ورڤلة، وسيتم فحص سلاح الضحية بطرق علمية، وتحديد ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن انتحار. وبالرجوع إلى مصادرنا، فإن الضحية لم يكن يعاني من اضطرابات نفسية، ويعد من بين الإطارات المميزة والكفؤة في جهاز الشرطة، وقد تمت ترقيته إلى رتبة محافظ سنة 2012، قبل أن يتم تعيينه رئيسا للأمن الحضري الخامس بورڤلة، وكان مرشحا قبل وفاته لتقلد منصب رئيس أمن دائرة نظرا لقدراته الكبيرة في التعامل مع القضايا الهامة. وذكرت مراجع الشروق أن الفقيد الذي التحق بمنصبه صباح الثلاثاء بدا حيويا، وطاف على موظفيه، وحرص على أن يسلم عليهم، بطريقة غير معهودة، وبعد مرور وقت معين، اتصل بمكتبه أحد الأعوان بغية تسليمه وثائق البريد قصد إمضائها، لكنه تفاجأ بوجود المكتب مغلقا، مما زاد في شكوك الموظفين الذين أبلغوا عنه مسؤوليه ليتم اكتشافه جثة هامدة. وكشف مسؤول أمني رفيع المستوى ل"الشروق" أن الضحية لم يكن يعاني من أي ضغط مهني أو اجتماعي، وعلاقته بمسؤوليه طيبة جدا، ولم يسبق له وأن أشتكى من أي صعوبة، أو تقدم بطلب لتحويله، وهو يحظى باحترام الجميع، ومن بين خيرة رجال الشرطة، ومتخلق.