عندما يكون المدنس لمقابرنا حيوانات تفقد العقل والإدراك يكون التعامل معها أمرا سهلا يتوقف على إرادتنا ورغبتنا في إعادة الاعتبار لموتانا، لكن عندما يكون للإنسان دخل فيما يحدث في تلك الأماكن المقدسة فهو الأخطر خاصة عندما تتحول إلى وكر للمنحلين أخلاقيا والسكارى والمتشرّدين ومكان لعقد الصفقات. كثيرة هي »الخرجات« غير الأخلاقية التي أصبحنا نراها ونسمع عنها تحدث يوميا وأمام مرأى الجميع من مواطنين ومسؤولين داخل العديد من المقابر بتيزي وزو، وكأن هذه الأماكن المقدسة أصبحت لا تعدو عند الكثيرين أن تكون أماكن للالتقاء من أجل عقد صفقات توقع على قبور الأموات، والأخطر من ذلك أنها (أي تلك المقابر) أماكن مفضلة للمنحلين أخلاقيا لممارسة الفواحش على أضرحة الموتى وبين جنبات القبور وكأنهم استبدلوا قلوبهم بحجارة لا تحس ولا تشعر. فالعديد من المقابر، التي تفتقد إلى الحراسة والتي توجد بالقرب من الثانويات ومراكز التكوين المهني بتيزي وزو، تشكو من ظلم العباد فهي نماذج حية للمقابر التي تنتهك حرماتها في وضح النهار، فالمارين أمامها يلاحظون للوهلة الأولى حركة مميزة لشباب وقوافل من السيارات مختلفة الألوان والأنواع تقف أمام تلك المقابر، وهذه الظاهرة الخطيرة استنكرها السيد صايب مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تيزي وزو شخصيا الذي أكد أن هذه المواقف المشبوهة تتعارض مع عادات وتقاليد المنطقة. خاصة وأن هذه الأماكن المقدسة أوصى ديننا بضرورة احترامها والعناية بها، مضيفا في حديثه مع "الشروق" أن جلد الإنسان الذي يملك ذرة إيمان واحدة يقشعر لتلك المناظر، وهو يرى من جهة هذه القبور المترامية والتي تختزن بداخلها أجساد أناس كانوا هم أيضا في يوم من الأيام يصولون ويجولون فوق هذه الأرض ومن جهة أخرى شبابا طائشا لا يعرف من هذه الدنيا إلا إشباع نزواته ورغباته على القبور. وأكد السيد الصايب أنه يجب على الأئمة أن يلعبوا دورهم في إعادة الاعتبار لتلك الأماكن المقدسة عن طريق توعية الناس باحترام حرمة المقبرة. ومن جهة أخرى، تعجب أحد المواطنين لحال مقابر غير المسلمين من النصارى واليهود التي تلقى عناية فائقة تفوق عنايتنا بمنازلنا، فإضافة إلى إحاطتها بجدران عالية يصعب اختراقها تجدها مدعومة بالحراسة وبعمال الصيانة والنظافة والذين يسهرون على أن تبقى مميزة، في حين نجد مقابرنا مهمشة ومهملة وكأنها مزابل عمومية أو أماكن مهجورة. بحيث يسهل اختراقها ودخول الحيوانات التي تصول وتجول داخلها دون أن تجد ناهيا أو رادعا، لكن ما يؤسف أكثر حسب مواطن آخر أنه عندما يكون المدنس لمقابرنا »حيوانات« تفتقد للعقل والإدراك يكون التعامل معها أمرا سهلا يتوقف على إرادتنا ولكن أن ينزل البشر إلى مستوى الحيوان فتلك هي الكارثة الكبرى. واستنكر مواطن آخر تحول المقابر إلى أماكن للسكارى والمنحلين أخلاقيا، مطالبا بضرورة تدخل المسؤولين لحماية الأموات من ظلم الأحياء. صونية قرس