علمت الشروق اليومي من مصادر محلية متطابقة، أن 08 أعوان من حرس الحدود بالوادي من بينهم قائد فصيلة قتلوا وذلك بعد أن باغتتهم مجموعة إرهابية مسلحة يتجاوز عددها ال20 شخصا بالمنطقة المسماة الفولية الممتدة بين صحارى الرقيبة والحمراية والتي تبعد عن مدينة الوادي بحوالي 70 كلم. وأفادت مصادرنا، أن أعوان حرس الحدود كانوا يقومون بدورية مراقبة عادية بعد أن تلقوا معلومات تفيد بعبور مهربين للمنطقة المحاذية لصحراء الفولية على مقربة من بئر الرومي، فسارعوا لتطويق المكان وتشديد الرقابة على طول المزارع المحاذية للكثبان الرملية التي تميّز تضاريس هذه الجهة وذلك في حدود الساعة منتصف الليل من يوم الخميس. وفي حدود الساعة الواحدة من فجر يوم أمس الجمعة، باغتت المجموعة الإرهابية المسلحة دورية حرس الحدود المتكونة من 08 أعوان، يتقدمهم قائد الفصيلة برتبة ملازم وأمطرتهم بوابل من الرصاص، مما أدى إلى مقتل 07 منهم في عين المكان، بينما لفظ قائدهم أنفاسه الأخيرة بمستشفى الوادي المركزي وذلك في حدود الساعة التاسعة صباحا. وبحسب المعلومات المتداولة في عين المكان، فإن المجموعة الإرهابية قد تمكنت خلال هذه العملية من الاستحواذ على 08 قطع أسلحة من نوع كلاشينكوف ومسدسات آلية متطورة، بالإضافة إلى معدات وتجهيزات أخرى وسيارة من نوع طويوطا تستعملها فرق حرس الحدود في مهامها الأمنية، بينما تمكن أفراد المجموعة من الفرار؛ وبالرغم من التكتم التام الذي ساد هذه العملية وامتناع المصالح الأمنية بالوادي عن تقديم أية معلومات مفصّلة حول هذه العملية التي لم تعرفها الوادي منذ حادثة قمار في شهر نوفمبر 1991، فإن مصادر الشروق اليومي المحلية لا تستبعد أن تكون المجموعة الإرهابية التي نفذت هذه العملية لها علاقة مباشرة بالحادثة التي عرفتها منطقة صحراء ورڤلة وحاسي مسعود في الآونة الأخيرة والتي يُعتقد أنها كانت من تخطيط وتنفيذ مجموعة بلعور التابعة للتنظيم الإرهابي المسمى قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي والتي تنشط منذ مدّة على محاور الجنوب الشرقي وصُولا إلى مناطق الحدود المتاخمة مع الدول الإفريقية المجاورة، بينما يرجّح آخرون أن تكون الجماعة المسلحة التي نفّذت حادثة (الفولية بئر الرومي) يقودها الأمير الإرهابي عبد الكامل غربي (46 سنة) والفار من العدالة منذ 14 سنة والذي كان محل بحث ومتابعة منذ عدّة أسابيع بالوادي بعد أن ترددت أخبار عن تواجده بحي الشرقية ببلدية حاسي خليفة التي تبعد عن مدينة الوادي بحوالي 30 كلم رفقة إرهابيين آخرين في محاولة منهم لإعادة تنظيم خلية أم الكماكم التي تلقت في الآونة الأخيرة ضربات موجعة من طرف قوات الدرك الوطني بمنطقة تبسة. وقد أسفرت عمليات البحث والتمشيط يومها على توقيف أحد العناصر الخطيرة ويتعلق الأمر بعبد القادر حدود (35 سنة) بعد تبادل إطلاق النار معه بقرية الدريميني وإصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى الوادي ومباشرة التحقيق الأمني معه للحصول على معلومات مثيرة!! وفور تنفيذ هذه الحادثة عرفت الطرق المؤدية إلى الوادي تحركات أمنية مكثفة بعد أن أعلنت قوات الأمن المشتركة حالة من الاستنفار القصوى، تجلت في وضع رايات حمراء على مراكبها وقامت بتطويق المستشفى المركزي بالوادي وطلب عدّة سيارات إسعاف من الولايات المجاورة وبخاصة ورڤلة التي سارعت بإرسال 8 منها إلى مستشفى الوادي لاستعمالها عند الضرورة؟! كما قامت قوات الأمن المشتركة بعملية تمشيط واسعة على طول المنطقة المحاذية لصحراء الرقيبة والحمراية في محاولة منها لتقفي آثار المجموعة الإرهابية، بالإضافة إلى عمليات تفتيش واسعة في كلّ من ڤمار الرڤيبة الحمراية وبقية القرى والمداشر والمزارع المرتطة بها!! وبرأي المتهمين بمثل هذه القضايا، فإن حادثة (الفولية بئر الرومي) تعدّ من أخطر الحوادث التي عرفتها منطقة الوادي منذ بداية الأزمة، سواء في عدد الضحايا أو من خلال الدقة في التنفيذ والمباغتة أو نوعية الأسلحة المحجوزة وعددها!! بينما استبعد آخرون فرضية أن يكون مهربون للسجائر أو المخدرات هم من يقف وراء هذه الحادثة التي اهتزت لها مُدن الوادي بكاملها في صباح يوم الجمعة. أ. أسامة