أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن الجزائر تسعى لترقية الاستقرار والسلام في التنمية في المنطقة التي هي في حاجة ماسة إلى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وقال لعمامرة في كلمة له بمناسبة إحياء اليوم العالمي للأمم المتحدة، الأحد، إن "مسعى الجزائر قائم على الضرورة الملحة لترقية الاستقرار والسلام والتنمية"، معربا عن ارتياح الجزائر لما وصفه ب"المكسب الديمقراطي الجديد" الذي تمثل في الانتخابات التشريعية الأخيرة بتونس". وأكد أنه "خبر سار بالنسبة لدول المغرب العربي وحتى في الخارج". وشدّد وزير الخارجية على أن "منطقتنا في حاجة ماسة أيضا إلى تجسيد مهمة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية التي تقع على عاتق منظمة الأممالمتحدة تطبيقا للوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن عشية الذكرى الأربعين للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي كرس تقرير المصير كطريق حتمي نحو الحل الواجب ترقيته لصالح شعب هذه الأراضي". وأضاف لعمامرة أن الصحراء الغربية أدرجت منذ سنة 1963 في قائمة الأراضي غير المستقلة وبالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة المتضمنة الإعلان عن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة وهي تعد آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ 1975 بدعم من فرنسا. وبخصوص فلسطين أكد لعمامرة أن "الوقت قد حان لوضع حد لسياسة الاحتلال والاعتداءات العسكرية المتكررة في المنطقة لا سيما بغزة التي أصبحت مدينة يكسوها الحطام". وأضاف قائلا "نحن نشيد بوجاهة قرار منظمة الأممالمتحدة التي أقرت سنة 2014 سنة التضامن مع الشعب الفلسطيني وهو ما يعكس إرادة المجتمع الدولي في تجسيد المطلب المشروع للفلسطينيين والمتمثل في العيش بحرية في كنف دولة ذات سيادة معترف بها وفق حدود جوان 1967". وتأتي تصريحات وزير الخارجية ردا على إعلان العاهل المغربي محمد السادس، في خطاب بمناسبة مرور 39 عاما على المسيرة الخضراء بأن "المغرب سيظل في صحرائه وأن الصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". وكال العاهل المغربي في خطابه تهما للجزائر بأنها "الطرف الرئيسي في النزاع"، رابطا بين الاستقرار في المنطقة وبين منظور مسؤول للواقع الأمني المتوتر. وزعم محمد السادس أن المسؤولين الجزائريين يوظفون أموال النفط لتسيير القضية الصحراوية دوليا في اتجاه رفض مقترح الحكم الذاتي، فقال: "إذا كان المغرب ليس لديه لا بترول ولا غاز، بينما الطرف الآخر لديه ورقة خضراء، يعتقد أنها تفتح له الطريق ضد الحق والمشروعية، فإن لدينا مبادئنا وعدالة قضيتنا. بل لدينا أكثر من ذلك: حب المغاربة وتشبثهم بوطنهم". ولم يسلم المواطنون المغاربة من هجوم محمد السادس، حين قسّم المغاربة إلى صنفين بشأن نزاع الصحراء. فالمغربي، حسبه، "إما أن يكون وطنيا أو خائنا وليس هناك مرتبة وسطى بين الوطنية والخيانة". من جهتها نددت حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بالخطاب الأخير لملك المغرب محمد السادس الذي اعتبرته "تمردا" على الشرعية الأممية والمجتمع الدولي المطالب اليوم بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لهذا التعنت الخطير وإلزام المملكة المغربية بالامتثال للشرعية الدولية.