اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء 26 نوفمبر بنتائج الانتخابات الرئاسية في تونس التي أوضحت أن أي من المرشحين لم يحصل على أكثر من نصف أصوات الناخبين ولذا ستجرى جولة إعادة بين الباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس الحاصل على 39 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى ومنصف المرزوقي الرئيس المؤقت الحالي الذي حصل على 33 في المائة. وتتوقع العديد من الصحف فوز السبسي في الإعادة. وكان حزب السبسي قد تصدر الانتخابات البرلمانية التي عقدت في أكتوبر. ضد النهضة وقد خصصت جريدة الشروق التونسية الأكثر توزيعًا صدر صفحتها الأولى لنتائج الانتخابات تحت عنوان يقول "خارطة التصويت في الرئاسة؛ 92 في المائة من النداء للسبسي و70 في المائة من النهضة للمرزوقي". في حين أكدت صحيفة المغرب التونسية أن السبسي يحظى بفرص أكبر في الإعادة قائلة "أولى المعارك الانتخابية بين مرشح نداء تونس الباجي قائد السبسي ومرشح حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي هي قطعًا معركة حشد المساندين من شخصيات و أحزاب سياسية وراء كل منهما في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية... تشير الكواليس السياسية إلى فوز مرتقب لقائد السبسي في معركة المساندات، التي ستلعب فيها ثلاثة أطراف سياسية دورًا محددًا، حركة النهضة و الجبهة الشعبية والاتحاد الوطني الحر، و إن كان من المستبعد أن تعلن حركة النهضة و الجبهة الشعبية موقفا مساندا للمرزوقي بالنسبة للأولى ولقائد السبسي بالنسبة للثانية فإن الاتحاد الوطني الحر قد يعلن دعم قائد السبسي في صورة وصوله إلى تفاهمات بخصوص الحقائب الوزارية". وفي صحيفة الوفاق الإيرانية، تتفق روعة قاسم مع المغرب على أن حظوظ السبسي أوفر، حيث تقول "تبدو حظوظ قائد السبسي وافرة لتحقيق فوز ساحق في الدور الثاني باعتبار أن أصوات الأحزاب الدستورية التي انقسمت بينه و بين وزيري بن علي السابقين منذر الزنايدي وکمال مرجان في الدور الأول ستؤول إليه في الدور الثاني، وکذلك الشأن بالنسبة لأصوات اليساريين التي ذهبت في الدور الأول لزعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي. کما أن الليبراليين الذين صوت کثير منهم لرجال الأعمال لا خيار لهم في الدور الثاني سوى الباجي قائد السبسي". ويعلق الكاتب سليمان جودة في المصري اليوم على الفرق بين نتائج المرزوقي في الانتخابات الرئاسية ونتائج حزبه في الانتخابات البرلمانية التي لم يحصل فيه إلا على "مقعدين"، وبحسب الكاتب فإن ذلك يمكن تفسيره على خلفية مساندة حزب النهضة الإسلامي له رغم إعلانها "أنها لن تدعم مرشحًا بعينه". وفي نفس السياق، ينتقد محمد خروب في الرأي الأردنية دعم النهضة للمرزوقي منبهًا إلى أن "التأمل في طبيعة المعركة التي بدأت حتى قبل إعلان النتائج النهائية للجولة الأولى، تعكس حجم الاستقطاب الذي باتت عليه الجمهورية التونسية والدور الخطير الذي تلعبه حركة النهضة". ويحذر خروب من أن النهضة "تلعب الآن لعبة يصعب وصفها بغير اللعبة "القذرة" المفضية إلى فتنة أو أقله أزمة سياسية ستعقب الجولة الثانية، إذا لم تعلن صراحة أنها لن تدعم المرزوقي...الكرة إذاً في يد القوى الديمقراطية والمدنية، التي تستطيع أن تهزم مشروع النهضة ودميتها". عنصرية أمريكية كما اهتمت الصحف العربية أيضًا بالتظاهرات التي تشهدها عدد من المدن الأمريكية على خلفية قرار أصدرته لجنة محلفين يوم الاثنين الماضي بعدم توجيه أية تهمة لرجل شرطة أبيض قتل شاب أسود يدعى مايكل براون في ضاحية فيرجسون بمدينة سانت لويس في أغسطس. وقد تصدرت الاحتجاجات الصفحات الأولى للعديد من الصحف التي صورتها على أنها "انتفاضة ضد العنصرية". وعلى صفحتها الأولى نشرت جريدة الوطن السعودية صورة للمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بعنوان "كابوس أمريكي". كما قامت صحيفة الوفد المصرية بنشر صورة تظهر قوات شرطة فيما يبدو كوضع استعداد لاستهداف متظاهرين تحت عنوان يقول "انتفاضة ضد العنصرية في أمريكا". وعلى نفس المنوال حملت صحيفة الوطن القطرية عنوانا يقول "مدن أميركا تندد بالعنصرية القاتلة". أما جريدة الثورة السورية سوريا، فعلقت عزة شتيوي في مقالها المنشور على الصفحة الأولى للجريدة على المظاهرات بنبرة شماتة، حيث خاطبت الكاتبة الرئيس أوباما في مقالها المعنون " عبارات 'الربيع' على جدران البيت الأبيض.. وأوباما ينادي سلمية.. سلمية"، قائلة: "بماذا يا أوباما سترد على المنظمات الحقوقية وأنت الذي ملأت جيوبهم بالدولارات وتقاريرهم بأجنداتك السياسية حين زرعت 'الربيع' على محيط الفوضى فبدأ حصادك من ديارك".