تستعد تونس لاجتياز مرحلة مهمة من مراحل الانتقال الديمقراطي عبر الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تحتدم فيها المنافسة بين المرشحين: المستقل محمد المنصف المرزوقي وزعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي. دخلت تونس، السبت، في صمت انتخابي غداة اختتام الحملتين الانتخابيتين لمرشحي الرئاسة، في حين يواصل التونسيون في الخارج الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني. واختتم المرشحان اللذان يخوضان جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية وهما المنصف المرزوقي (الرئيس الحالي للبلاد) والباجي قائد السبسي (مرشح حزب نداء تونس صاحب الأغلبية في البرلمان)، حملتهما باجتماع شعبي لكل منهما في العاصمة التونسية. وتتزامن فترة الصمت الانتخابي في الداخل مع تواصل عملية التصويت في الخارج، والتي انطلقت الخميس الماضي الساعة العاشرة ليلاً (بتوقيت تونس) في مكتب كامبيرا في أستراليا، وتنتهي الاثنين 22 ديسمبر الساعة الثانية صباحاً في سان فرانسيسكو في الولاياتالمتحدة. وقال محمد المنصف المرزوقي (69 عاماً)، في كلمة بمناسبة اختتام حملته الانتخابية ألقاها في قاعة أمام أنصاره في مدينة باردو، إن تاريخ 21 ديسمبر سيكون "موعداً لتعزيز الوحدة الوطنية وفرصة لبناء تونس الجديدة ومواصلة إنجاز مشروع الثورة". وأضاف المرزوقي، أن "مشروعه يتمثل في إعادة بناء الدولة من خلال إرساء ديمقراطية قائمة على القانون وسلطة الشعب". وتابع إنه "يشتم رائحة النصر" لأن "الشعب ينتفض ضد عودة الاستبداد"، داعياً إلى أن يكون الشعب شريكاً في منع عودة منظومة الاستبداد التي امتدت على مدى 50 سنة، وفق تعبيره. من جانبه، تعهد المرشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي (88 عاماً) بالكشف عن قتلة السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي والضحايا الأمنيين والعسكريين. وقال في اجتماع شعبي بمناسبة اختتام حملته الانتخابية، في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة، إن "هؤلاء الشهداء ليسوا قضية أحزاب بل هم قضية الشعب التونسي بأكمله ويجب معرفة من حرض وخطط ونفذ هذه الاغتيالات". ودعا الباجي قائد السبسي إلى التصويت بكثافة له يوم الأحد القادم، من أجل تغيير وضع البلاد الذي "وقع تخريبه خلال السنوات الثلاث الأخيرة" قائلاً "مستقبلكم بين أيديكم لا تعطوه لغيركم".