عاد ليلة الأربعاء السيد (أ. أ)، البالغ من العمر 33 سنة، سالما إلى عائلته، وهذا بعد ليلة رعب قضاها بين أيادي مختطفيه بأحد معاقل الجماعة السلفية بمنطقة القبائل، مقابل تسديد فدية تقدر ب400 مليون سنتيم. * عمّت الفرحة خلال نهاية الأسبوع بقرى ومداشر دائرة واسيف الواقعة على بعد 40 كلم من عاصمة ولاية تيزي وزو، وهذا بعد سماع سكانها لخبر عودة ابنهم سالما، وكان أول المتصلين بالمقاول (أ. أ) المدرب السابق لشبيبة القبائل موسى صايب، بصفته صديقا لهذا الأخير وشريكه في مصنع البلاط، حيث هنّأه على عودته سالما وطمأن أفراد عائلته. بدورها حاولت الشروق أمس، الاتصال بالمقاول ليحدثها عن ظروف اختطافه، لكن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب إغلاق هذا الأخير هاتفه النقال لتجنب الإحراج. * * وعلمنا من محيط عائلة (أ. أ) أن حالته النفسية لا تبعث عن القلق، لكنه يحتاج إلى راحة حتى يستعيد أنفاسه وقواه بعد ليلة قضاها بين أيدي الإرهابيين، الذين استغلوا الظلام ليقوموا ليلة الثلاثاء الفارط، بوضع حاجز مزيف بالمكان المسمى (أزوركان) بالقرب من واسيف، حيث انتظروا قدوم الضحية الذي كان متعوّدا على المرور بذات الطريق، فقاموا بتوقيفه تحت طائلة التهديد بالأسلحة التي كانت بحوزتهم واختطفوه رفقة عماله الذين أطلقوا سراحهم بعد وقت قصير مباشرة بعد نقل وتحويل المقاول في اتجاه الغابة المحاذية لواسيف. * * وقد تمّ صبيحة الأربعاء الفارط، العثور على مركبة هذا الأخير بمكان غير بعيد عن آيت تودرت، وعلمنا أن الإرهابيين باشروا اتصالات ماراطونية مع أفراد عائلة المختطف وطلبوا في البداية تسديد فدية تقدر بمليار سنتيم، لكن بعد ساعات، تمّ تخفيضها لتصل إلى 400 مليون. وبعدها، تمّ ترتيب إجراءات إطلاق سراحه وذلك بالطريق الرابط بين اڤنى ڤفران وواضية، حيث كان أفراد عائلته في انتظاره. * * للإشارة، فإن هذا المقاول يعتبر الضحية 28 الذي تمّ اختطافه بتيزي وزو ولم تطل مدة بقائه بين أيدي الإرهابيين إلا ليلة واحدة، بسبب إسراع عائلته لتسديد الفدية لتخليص ابنهم من الإرهابيين الذين مازالوا يزرعون الرعب والخوف وسط المواطنين العزّل، خاصة بالقرى والمداشر التي تفتقر للتغطية الأمنية.