وزير النقل عمار تو رفقة بحارة متخرجين بينهم متحجبات في أول خرجة ميدانية له على رأس قطاع النقل بمناسبة تخرّج دفعات جديدة من المعهد العالي لعلوم البحر ببوسماعيل، انتقد عمار تو، بشدة ما آل إليه معهد علوم البحر، بعد أن كان في السابق قبلة لدول عديدة للدراسة به والتخرّج منه بشهادات عليا معترف بها عالميا. * عمار تو، ذكر أمجاد المعهد منذ إنشائه، حيث كان يضاهي أعلى المدارس العالمية في البحرية وساعد عدّة دول بكوادر عليا وساهم في إنجاح البحرية الجزائرية، لينتقد بأسف الوضع الذي وصل إليه المعهد بفعل قدم التجهيزات التقنية والبيداغوجية وتأخر الأنظمة الدراسية أمام التطورات العالمية في قطاع النقل البحري والموانئ. * وفي كلمته أمام عشرات من المتخرجين برتب ربّان وملازمين في أعالي البحار وميكانيكيين، دعا الوزير تو، إلى ضرورة التكيف مع التطورات العالمية، "فإما أن نتكيف أو نندثر" قال الدكتور عمار تو ليعيد بإجراء "تقييم وتشخيص لكل ما يحتاجه المعهد، سواء بشريا أو بيداغوجيا أو ماليا وتقنيا لإعادة أمجاده، ليصل للمدارس العالمية المشابهة له". * وفي سياق وعوده، رفض الوزير تقديم التزام وقتي، حيث صرّح "في ميدان الصحة، كنت أصدر قرارا استعجاليا، لأن الأمر مرتبط بصحة المواطن، اليوم وفي قطاع النقل أنا بصدد دراسته وتشريحه نقطة بنقطة، لأضعه على السكة والإصلاح قادم في كل مجالات النقل". * للإشارة، كرم وزير النقل بذات المناسبة عشرة طلبة ناقشوا رسائل ماجستير في اختصاص السلامة في النقل البحري وهي أول دفعة يسجلها المعهد، قال مدير المعهد السيد أحمد يحيى للشروق، ليفتح بعدها قسم الدكتوراه في ذات المعهد، وتمكن المعهد رغم وضعه الحالي الذي انتقده الوزير من تخريج 2000 شهادة للسلامة البحرية لممتهني القطاع في إطار التكوين المتواصل للبحارين وكذا تكوين 326 إطار لفائدة المؤسسات البحرية والمنائية وحراس السواحل، فضلا عن تكوين 560 مترشح لنيل رخصة سياقة قوارب النزهة، مثلما أكد مدير المعهد للشروق. * من جانب آخر، تحصل المعهد مجددا على شهادة نظام تسيير النوعية وذلك بعد عملية التدقيق لإعادة التسجيل، غير أن هيئات دولية كانت قد أوصت بتحديث وتجهيز المعهد وبشكل استعجالي!؟ * وكان أستاذان من المعهد قد تحصلا على ميداليتين ذهبيتين بدرجة الامتياز الأكاديمي من الجامعة العالمية البحرية بالسويد والتي مُنحت للجزائر من بين 47 دولة!! * للإشارة، تخرجت ضمن ضابطات البحرية في أعالي البحار متحجبات، وقد سألت الشروق الوزير تو عن الأمر، ليرد بكل صراحة "لسنا معقدين، ولا يهمنا لا الحجاب ولا القصير أو السفور، ما يهمني هو ما يوجد تحت الخمار في المخ"، ليضيف ضاحكا "المهم أن تكون الربانات والضابطات البحريات خدّامات وفحلات بالحجاب أو دونه".