كشف أمس المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها عبد المالك سايح أن شبكة كولومبية للمتاجرة في المخدرات وبالأخص في تهريب الهيروين والكوكايين، تحاول أن يكون لها وجود عبر الأراضي الجزائرية عن طريق الاتصال ببعض مروجي هذه السموم من الجزائريين، مضيفا أنها لم تفلح في ذلك لحد اللحظة. وأوضح سايح لدى حلوله ضيفا على حصة '' تحولات '' للقناة الإذاعية الأولى أن هذه الشبكة قد اتصلت سابقا مع جزائري يعمل في مجال الاستيراد والتصدير من إسبانيا إلى الجزائر. وزودته بما مقداره طن من الكوكايين، إلا أن مصالح الأمن الإسباني اكتشفت ذلك وأبلغت نظيرتها الجزائرية، ما أدى إلى إحباط العملية والقبض على هذا الشخص، مبينا في الإطار ذاته أن تحرك الشبكات الدولية للمخدرات سواء تلك الموجودة بكولومبيا أو البيرو، وغيرها من دول أمريكا اللاتينية جاء بهدف جعل الجزائر منطقة لعبور المخدرات نحو أوروبا والشرق الأوسط بعد أن أصبح عسيرا عليها تسويق سلعها عبر الأراضي الأوروبية. وأضاف المتحدث ذاته أن محاولات هذه الشبكات لتمرير سمومها من الكوكايين والهيروين عن طريق الأراضي الجزائرية يثبته ما يتم حجزه من مخدرات على مستوى المناطق القريبة من الجزائر سواء بموريتانيا أو بجبل طارق، مجددا تأكيده أن هدف هاته الشبكة هو تسويقها إلى دول أخرى وليس الجزائر بالدرجة الأولى نظرا لغلاء هذا النوع من المخدرات، حيث أوضح أنها لا تتناسب مع إمكانات المدمنين في الجزائر، حيث يصل سعر الغرام الواحد من الكوكايين إلى 12 ألف دينار. وفي السياق ذاته، أفاد سايح أن الجزائر تبقى بلد عبور ومستهلك للمخدرات وليست بلدا منتجا، رغم ما تم اكتشافه من مزارع، والتي لجأ لها مروجو المخدرات البالغ عددهم بعد أن شددت قوات الدرك ومصالح الأمن مراقبتها للحدود مع المغرب، يضيف المتحدث ذاته الذي أكد أن الرباط تبقى مصدر كل المخدرات التي تفتك بالجزائريين وخاصة الشباب منهم نظرا لأن نحو 80 في المائة من المدمنين في الجزائر تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة . وبخصوص قضية بارون المخدرات المعروف بزنجبيل، كشف سايح أن هذا الأخير قد تم معاقبته في كل من إسبانيا وفرنسا، وفي الجزائر لازالت العدالة تتقصى كل القضايا المتعلقة به، مضيفا في الوقت ذاته أن إحصائيات 2007 تشير إلى وجود 5693 بين بارون ومروج للمخدرات بالجزائر قد تم القبض عليهم.