مثل مساء أمس الأول أربعة متهمين بالمتاجرة في المخدرات، من بينهم عجوز تفوق الستين من العمر، أمام الغرفة الجزائية الثانية بمجلس قضاء الجزائر العاصمة، بعد استئناف جميع الأطراف للأحكام الصادرة عن المحكمة الابتدائية بئر مراد رايس والقاضية بإدانة المتهمين (خ.ع) و(ب.ي) و(ب.م) بعقوبات مابين 5 و15 سنة سجنا لارتكابهم جنحة المتاجرة والاستهلاك وحيازة المخدرات، فيما حكم على المتهم العجوز (م.خ) التي ألقي عليها القبض وبحوزتها 5 كلغ و800غ من المخدرات مخبأة في بطنها بسبع سنوات سجنا نافذا. * ممثل النيابة خلال جلسة الاستئناف طالب بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهمين الأربعة، معتبرا أنهم كونوا شبكة للمتاجرة بالمخدرات من الغرب نحو العاصمة، ومن حيلهم تمرير هذه السموم باستخدام عجوز، باعتبار أن رجال الأمن لن يشكوا فيها، ولن يخضعوها للتفتيش، كما طالب المدعي العام بغرامة مالية تقدر بمليوني دج لكل واحد منهم. * * وحسب ما دار في الجلسة، فقد حاول كل متهم إلقاء اللوم على الآخر؛ فالمتهم (خ.ع) أنكر المتاجرة في المخدرات ليؤكد بأنه في الزنزانة بسبب والدة زوجته العجوز (م.خ) المتهمة معهم في القضية، حيث صرح أنه على خلاف معها، وهي من ألصقت به هذه القضية انتقاما منه؛ لأنه سبق وأن طردها من منزله. * * وفي المقابل، صرح المتهم (ب.ي) 20 سنة أنه لا علم له بالمخدرات، وإنما خرج من منزله بباب الزوار بعد مشاجرة مع والده لينتقل إلى مستغانم عند المتهم (خ.ع) الذي آواه بمنزله، وبعد 3 أشهر، وعندما تحسنت علاقته بوالدهو وقرر العودة إلى العاصمة، طلب منه (خ.ع) أن يصطحب حماته (م.ح) إلى الجزائر، وفعلا استقل سيارة أجرة برفقة العجوز وحفيدها الصغير ليصل العاصمة ويلقى عليهم القبض من قبل عناصر الأمن وبحوزتهم المخدرات. ومن جهتها العجوز (م.خ) صرحت أنها لا تعلم شيئا عن المخدرات وأن زوج انتها هو من منحها "الشوكولاطة" لتنقلها إلى العاصمة قائلا لها "أوصلي الأمانة إلى رجل بالعاصمة سينتظرك". تصريحات لم تقنع هيئة المحكمة، في حين أكد المتهم الرابع (ب.م) أنه لا يعرف بقية المتهمين ولا علاقة له بالقضية، وبعد المداولات في القضية أصدر المجلس قرارا بتأييد الأحكام السابقة في حق جميع المتهمين.