تشهد مدينة الوادي تزايدا كبيرا في عدد المطاعم الخاصة التي تقدم وجباتها يوميا للزبائن الذين يقصدونها، وحسب المعلومات المتوفرة فإن عدد هذه المطاعم ارتفع بالمدينة ليصل إلى أكثر من 70 مطعما، من بينها 12 مطعما يقدم وجبات عصرية، في حين أن البقية المقدر عددها ب 25 مطعما، مخصص لتقديم الوجبات الشعبية، وعلى رأسها وجبات الحمص والفول، أو بما يعرف محليا ب"الدوبارة"، إلى جانب أكثر من 30 محلا متخصصا في الأكل الخفيف. ..المطاعم العصرية قِبلة للأثرياء يشير العديد من سكان مدينة الوادي، أن غالبية قاصدي المطاعم العصرية هم من الأثرياء والتجار وكبار المقاولين، إلى جانب أصحاب الأجور المرتفعة، على غرار كبار المسؤولين في مختلف القطاعات، وهم في الغالب أولئك الذين لا يعنيهم غلاء سعر الأطباق المقدمة لهم بقدر ما تعنيهم نوعية المأكولات وأهميتها الغذائية. وتفرض هذه المطاعم على زبائنها أسعارا مرتفعة، حيث تتراوح أسعار الوجبات حسب نوعيتها وقيمتها الغذائية بين 350 دج و800 دج للوجبة الواحدة.
..والمطاعم الشعبية وجهة الزوالية بالمقابل فإن أصحاب الدخل البسيط والمحدود، مرغمون على اللجوء إلى المطاعم الشعبية التي تبيع وجبات محلية كطبق"الدوبارة" الذي لا يزيد سعره عن 70 دج، وهو الطبق الذي يستهوي الكثير من أهالي مدينة الوادي، نظرا لمذاقه المتميز وسعره المعقول، مقارنة بالأطباق المقدمة في المطاعم العصرية الأخرى. ويشير صاحب محل متخصص في بيع"الدوبارة"، إلى أن سعر الطبق الواحد لم يتغير منذ سنوات، مضيفا أن سعره كان قبل سنة 2000 لا يتعدى 30 دج، وأضاف ذات المتحدث أن محله يعرف إقبالا كبيرا لتناول أكلة "الدوبارة" التي يفضل البعض تناولها بالمحلات المتخصصة فيها، والتي يفوق عددها بمدينة الوادي ال 25 محلا، فيما يذهب آخرون إلى حملها في أواني حديدية أو بلاستيكية، لتناولها في البيت رفقة أفراد العائلة، كوجبة غداء أو عشاء، في حين يلجأ آخرون إلى تقديمها كأكلة للعمال في ورشات البناء والفلاحين في المزارع.
غياب الرقابة والنظافة.. وتلاعب في الأسعار أكد العديد من رواد المطاعم بمدينة الوادي، أن بعضها يفتقد لأدنى شروط النظافة، نظرا لحساسية الأطباق المقدمة، خصوصا في فصل الصيف، حيث يستوجب إعطاء عناية كبيرة لطرق حفظ هذه الوجبات في ظروف ملائمة، وإلى جانب هذه النقائص فإن بعض الزبائن، يتحدثون عن غش في الوجبات المقدمة، حيث يعمد بعض أصحاب المطاعم إلى خلط ما تبقى من طعام اليوم السابق مع الوجبات الجديدة التي تعد في اليوم الموالي، وهو ما تسبب في بعض الأحيان في إصابة الكثير من الزبائن بتسممات غذائية، ويذهب آخرون إلى اتهام بعض أصحاب المطاعم باستعمال نوعية رديئة من الخضر والفواكه واللحوم في إعداد الوجبات المختلفة، وهذا لأجل تحقيق أرباح أكبر، حيث أن أسعار مكونات الوجبات الغذائية الرديئة، عادة ما يقتنيها أصحاب هذه المطاعم بأسعار منخفضة، غير مكترثين بصحة المستهلك محولين بذلك مطاعمهم على حد تعبير أحد الزبائن إلى مطاعن، تبيع الضرر أكثر مما تقدمه لهم من أكلات يفترض أن يكون طعمها لذيذا، ووفقا للشروط الصحية التي تضمن سلامة الجسم ونموه. وتفتقد الكثير من المطاعم خصوصا الشعبية، وكذا الخاصة بتقديم الأكلات الخفيفة بالوادي، إلى العديد من الشروط الضرورية التي يمكن للزبون أن يتناول فيها وجبته براحة، كانعدام التهوية وقدم الأواني، التي تقدم فيها الوجبات إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة الناجمة عن بقايا فضلات المأكولات ومياه غسل الأواني التي يتم سكبها في الشبكة الخاصة بصرف المياه القذرة التي تعرف باستمرار انسداد البالوعات التي يلجأ أصحاب المطاعم إلى فتحها بأنفسهم لمعالجة هذا المشكل، الأمر الذي يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة طالما تسببت في إيذاء الزبائن وتذمرهم. وقد احتار المترددون على هذه المطاعم لغياب الرقابة، من الجهات الوصية التي من المفترض أن تقوم بضبط أسعار الوجبات المعروضة، وعدم التلاعب بها، إلى جانب ضرورة إيفاد لجان خاصة بمراقبة شروط النظافة ونوعية الوجبات المقدمة.