عبّر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في برقية بعث بها إلى نظيره التونسي الباجي قايد السبسي، عن مساندة الجزائر "القوية" لتونس ووقوفها إلى جانبها على إثر الاعتداء الإرهابي الذي طال الأربعاء متحف الباردو بالعاصمة تونس. وقال الرئيس بوتفليقة في برقيته: "لقد فوجئنا بنبإ الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف عاصمة تونس الشقيقة والذي أودى بحياة الكثير من الأبرياء". وأضاف أنه "أمام هذه الفاجعة التي ألمت بالشعب التونسي الشقيق أعرب باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، إلى فخامتكم وإلى الشعب التونسي الشقيق وحكومته عن أصدق عبارات المواساة والتعازي، معربا لكم عن إدانتنا الشديدة لهذا العمل الإجرامي المقيت الذي يتنافى وقيمنا ومبادئ ديننا الحنيف". واستطرد بوتفليقة "وإذ أؤكد لكم تعازي الشعب الجزائري الأخوية تيقنوا من إخلاصنا في مشاعر الأخوة ومن تضامننا اللامشروط، كنا دوما جنبا إلى جنب في السراء وسنبقى، بإذن الله، كذلك في الضراء". وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول "ولا يسعني أمام هذا العمل الشنيع إلا أن أجدد لفخامتكم عميق شجبنا واستنكارنا لهذا الاعتداء الدنيء، ومساندتنا القوية للشعب التونسي، ووقوفنا الكامل إلى جانبكم في هذا الظرف العصيب، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهم ذويهم جزيل الصبر والسلوان، متمنيا للمصابين الشفاء العاجل". من جانبه أعرب الوزير الأول، عبد المالك سلال، في مكالمة هاتفية مع نظيره التونسي، حبيب الصيد، عن تضامن الحكومة الجزائرية ومساندتها لنظيرتها التونسية في تصديها للإرهاب. كما أكد سلال لنظيره التونسي على "مساندة الجزائر للشقيقة تونس في تصديها للإرهاب ودعمها للجهود التي تبذلها لاستتباب الأمن والاستقرار بما يتيح توفير المناخ السياسي والاقتصادي الملائم لتعزيز المؤسسات الديمقراطية في ظل السلم والرفاهية والتقدم". وكانت الجزائر في بيان لوزارة الشؤون الخارجية قد أدانت "بشدة" هذا "العمل الإجرامي البشع" كما أدانت "عملية احتجاز الرهائن الذي تبعه"، مؤكدة على "تضامنها الكامل واللامشروط مع تونس رئيسا وحكومة وشعبا أمام هذه العملية اليائسة التي لن تبلغ بأي حال من الأحوال الهدف الذي يريده لها منفذوه وعرابوهم في زعزعة أمن واستقرار تونس الشقيقة والنيل من عزيمة كل مكونات المجتمع التونسي المتماسك والمتكاتف". وأعربت الجزائر على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، عن "ارتياحها" لانتهاء عملية احتجاز الرهائن بالعاصمة تونس، مبديا أسفه "لسقوط ضحايا أبرياء على يد مجرمين دمويين لا هم لهم إلا زرع الفوضى وبث الرعب في نفوس المواطنين المسالمين". وفي ذات الإطار أكد بن علي الشريف "عدم وجود جزائريين ضمن ضحايا الاعتداء الإرهابي الدنيء". وأسفر الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف الباردو بالعاصمة التونسية عن مقتل 19 شخصا بينهم إرهابيان اثنان من منفذي الاعتداء. ويقع متحف باردو بالقرب من البرلمان، حيث علقت لجان نيابية اجتماعاتها بعد إطلاق النار وطلب من النواب البقاء داخل قاعة البرلمان.