في مثل هذه الأيام من أكثر من خمسين عام انفجرت في مصر ثورة تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر لتطيح بالملكية الفاسدة وأسرة محمد علي التي حكمت مصر أكثر من مائة عام مسنودة على الاستعمار البريطاني. * إضافة إلى طبقة الإقطاعيين في الريف المصري ومن هنا كان إعادة توزيع الأرض على الفقراء المعدمين كما كان طرد المستعمر البريطاني من مصر بعد حكم طويل ثم كان تأميم قناة السويس مما أدى إلى تحول عبد الناصر إلى زعيم قومي عربي، ومن هنا نراه يعبر عن أفكاره في كتابة فلسفة الثورة، ويحدد حركة الثورة في ثلاث دوائر وهي الدائرة العربية والإسلامية والإفريقية، وعلى هذا كان لمصر الدعم والمساندة لكل حركات النضال في الأمة العربية. * والعالم الثالث لكن الاستعمار كان بالمرصاد لعبد الناصر وكانت هزيمة 1967 بسبب تحالف كل قوى الاستعمار ضد مصر والأمة العربية، لكن مصر صمدت بفضل التماسك والترابط العربي معها، ومن هنا فإننا لا ننسى دور الجزائر حينما أرسلت على عجل قوات جزائرية لتشارك على الجبهة مع الجيش المصري في مرحلة الصمود بعد النكسة مباشرة ثم في مرحلة الردع ثم الانتصار في 1973 على الجيش الإسرائيلي كما لا ننسى توجه الرئيس بومدين إلى موسكو خلال الحرب وشراء صفقة سلاح نقدا لتشحن إلى مصر فورا.. وهكذا فإننا كقوميين وعروبيين مؤمنين بوجود الأمة العربية سنحتفل هذه الأيام بذكرى ثورة يوليو، كما سنحتفل في نوفمبر القادم في مصر والجزائر بثورة الفاتح من نوفمبر التي ضحى من أجلها مليون شهيد. * وهكذا فإن هناك ترابط بين الثورتين الجزائرية والمصرية في الكفاح من أجل الاستقلال والعدل الاجتماعي والانتماء إلى الأمة العربية.