امتلأ سجن الحراش بالأهالي والأطفال المرفوقين بأمهاتهم، جاؤوا لمشاركة السجناء المتحصلين على شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط داخل السجن في حفل تكريمهم. * * عرس كبير بسجن الحراش بحضور أهالي المساجين * * وتحولت السجينات والسجناء الناجحين في حفل بهيج أمس بسجن الحراش من مجرمين مغضوب عليهم، متهمين بالقتل ومحاولات القتل، واختلاس أموال عمومية، وإصدار شيكات بدون رصيد، والدعارة، وممارسة الرذيلة، والسرقة، والسطو على المنازل، إلى مفخرة لأهاليهم الذين غص بهم سجن الحراش، إثر استدعائهم من طرف إدارة السجن للإحتفال مع أبنائهم. * ورغم ثقل التهم والعقوبات، الموجهة لهؤلاء السجناء إلا أنهم تسلموا الهدايا وتلقوا التهاني من عند الأمين العام لوزارة التكوين المهني عبد الغني بوتفليقة شقيق الرئيس بوتفليقة، من وزير التضامن ووزير العدل الطيب بلعيز، وغيرهم من المسؤولين تحت تصفيقات وزغاريد الأهالي. * وقد سمحت إدارة السجن استثناء بدخول شخصين من كل عائلة لزيارة ذويهم في السجن ومرافقتهم في الحفلة، وكم كان منظر السجناء مؤثرا وهم يحملون أبناءهم طيلة الحفل ويعانقونهم. * 52 سجينا متفوقا جيء بهم من سركاجي والحراش وتيزي وزو والبويرة تم تكريمهم أمس، حيث سلمت لهم هدايا تتضمن قواميس مجلدة من الحجم الكبير وكتبا، وأحذية رياضية وقمصانا وسراويل رياضية كذلك، إضافة إلى شهادات شرفية. * * مشاهد مؤثرة للسجناء مع أهاليهم * ونظمت إدارة السجن مأدبة على شرف الناجحين وأهالي الناجحين كما أحضرت كعكة كبيرة اقتسمها السجناء مع وزير العدل. * "الشروق اليومي" شاركت النزلاء فرحتهم وتحدثت مع بعض المتفوقين منهم، حيث تبين أن هذه ثاني بكالوريا يتحصلون عليها، وبعضهم حاصل على ليسانس، مع ذلك اجتازوا البكالوريا مرة أخرى. * "سمير. ب" كان يجلس في الصف ما قبل الأخير من البهو الذي نظم فيه الحفل داخل سجن سركاجي، رفقة أخته وصهره وابني أخته الصغيرين، * أعزب، يبلغ من العمر 35 سنة، من ولاية تيزي وزو، محكوم عليه بست سنوات سجنا نافذا في قضية تزوير أوراق إدارية، قضى منها ثلاث سنوات، في سجن تيزي وزو واستفاد من تخفيض في العقوبة لمدة 26 شهرا، يقول في تصريح ل "الشروق اليومي" »تحصلت على البكالوريا في علوم الطبيعة بمعدل 12,50، وقد أحضرت لنا إدارة السجن بطاقة رغبات لكل سجين، مكتوب عليها أسماءهم، وقمنا بملئها" ، مضيفا "اخترت تخصص الحقوق، رغم أنني أحبذ التخصصات الطبية لكن الدراسات الطبية تستغرق سبع أو ثماني سنوات، وإذا درستها فإنني سأكمل الدراسة في سن 43 سنة، لأني أبلغ من العمر 35 سنة، ولهذا فضلت اختيار تخصص الحقوق والعلوم القانونية لأن مدة الدراسة فيها أربع سنوات، سيبلغوننا يوم 30 جويلية المقبل بالتخصصات التي تم توجيهنا إليها"، ويضيف سمير الذي كان يحدثنا وهو يجلس ابني أخته على ركبته "هذه ليست أول بكالوريا أتحصل عليها فقد تحصلت على بكالوريا أولى في نفس الشعبة سنة 1991 ودرست تخصص شبه طبي لمدة أربع سنوات، ثم هاجرت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، عشت هناك أربع سنوات ثم عدت للجزائر سنة 2002، ودخلت السجن في مارس 2006". * "ب. عبد الوهاب"، 29 سنة، متزوج وأب لطفل، كان يجلس رفقة زوجته، ويحتضن ابنه الصغير بحرارة، وكأنه يريد أن يشبع منه، قبل أن يغادره، رفقة أمه، نائب مدير في شركة أدوية بقسنطينة، محكوم عليه بثلاث سنوات سجنا نافذا في قضية شيك بدون رصيد، غير أنه لم يستفد من العفو الرئاسي لأنه غير محكوم عليه نهائيا، صرح ل "الشروق اليومي" بأنه "تحصل على شهادة البكالوريا بمعدل 11,43 في شعبة الآداب، وأنه سيسجل في تخصص الحقوق".