تجري في القاهرة مباحثات بخصوص موضوع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وذلك في أجواء من عدم الارتياح الذي تبديه قواعد حركة حماس وأنصارها من تعاطي الدور المصري بخصوص الموضوع ومعبر رفح الحدودي الذي يخنق قطاع غزة بالإضافة الى استمرار اعتقال أيمن نوفل القائد القسامي في السجون المصرية.. * والملفت أن تململا إسرائيليا من الأداء المصري بدأ يطفو على سطح الصحف الإسرائيلية وكأن هناك طرفا إقليميا أو دوليا آخر ينتظر الفشل المصري في ملف الوساطة. * * تتحسس حماس من زيارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القاهرة وتأثيرها على سير الدور المصري بخصوص صفقة التبادل ومعبر رفح، ولقد ازداد الارتياب الحمساوي من ذلك عقب تصريحات الرئيس الفلسطيني والتي جاءت خلال مقابلة بثها تلفزيون النيل المصري ونقلتها محطة التلفزيون الفلسطيني من رام الله: بأن معرب رفح لا ينبغي له أن يفتح إلا بعد إنهاء كل الملفات مقترحا معبر (كرم أبوسالم) والذي تشرف أجهزة الأمن الإسرائيلية عليه بالكامل.. وزاد الطين بلة ما أوردته صحيفة هآرتس الصهيونية قبل ساعات بأن الرئيس الفلسطيني أرسل من يقول للمسؤولين الإسرائيليين أن إفراج إسرائيل عن أعضاء المجلس التشريعي والوزراء التابعين لحماس من السجون الإسرائيلية سيواجه بحل السلطة الفلسطينية نفسها. وبغض النظر عن مدى صدق الرواية الإسرائيلية إلا أنها تأتي في ظل أجواء عدم الثقة الأمر الذي يعني أن مباحثات القاهرة إما أن تحقق لحماس معظم شروطها أو أن حماس ستنقل الملف برمته الى وسيط آخر قد يكون إقليمي كقطر أو دولي كمؤسسة كارتر أو الى أحد الأطراف الأوربية. * * إن إحساسا بالقلق ينتاب حركة حماس من استمرار إغلاق معبر رفح بعد أن تم الإيحاء لها بأن الموضوع لن يطول كثيرا، فلقد نصف اتفاق الهدنة على أن تدعو مصر بعد أسبوع من دخول الهدنة حيز التنفيذ كلا من الرئيس الفلسطيني والأوروبيين وحركة حماس لوضع آلية لفتح معبر رفح.. إلا أن الأمر لم يتم مع أن الأوربيين المراقبين قاموا بعدة زيارات تفقدية للمعبر وجرى حديث عن تواريخ محددة لفتح المعبر. ترى حماس أن الضغط عليها في موضوع المعبر يتساوى مع الضعف الكبير الذي ينتاب السلطة في الضفة والتي تواجه عجزا ماليا يقدر بملياري دولار فيصبح من غير اللائق أن تمنح حماس ورقة قوة إضافية في ظل فشل حكومة رام الله عن إيقاف الاستيطان أو انجاز أي هدف سياسي أو رفع حواجز أو حتى توفير الأموال مقابل الالتزام بشروط الرباعية.. حماس قد تفقد صبرها وتغير الوسيط ولكن سيتبع ذلك تضييقات إضافية لن يكون الشعب الفلسطيني قادرا عليها.