لم ترق مواجهة اتحاد عنابة ضد شباب قسنطينة التي جرت الجمعة بملعب 19 ماي للمستوى المطلوب، حيث بدت عروض الطرفين باهتة، خصوصا في المرحلة الأولى التي كان فيها العنانبة دون المستوى، ما فتح المجال للسنافر الذين تمكنوا من افتتاح النتيجة بعد ربع الساعة الأول بقذفة قوية من زغرور الذي خادع الجميع. * ولم يتجسد الرد العنابي سوى في المرحلة الثانية، حين تمكن قوعيش من تعديل النتيجة وإهداء هدفه لابنته الجديدة التي رزق بها يوم الخميس الماضي، واختار لها من الأسماء شيماء. وفي العشر دقائق الأخيرة تمكن حميدي من ترجيح كفة فريقه برأسية مركزة، كفر بها عن كل الفرص التي ضيعها. وفي اللحظات الأخيرة، عثماني يعرقل في منطقة العمليات ويحصل على ضربة جزاء نفذها حركات بكل إتقان. * * بلحوت اعتمد على تشكيلتين مختلفتين * * في الوقت الذي كان فيه الهوليغانز ينتظرون اعتماد المدرب بلحوت على التشكيلة التي سيعتمد عليها خلال المنافسة الرسمية التي ستنطلق يوم الخميس القادم، اكتفى هذ الأخير بتجريب كل لاعبيه، حيث أقحم تشكيلتين مختلفتين؛ ففي الشوط الأول لعب كل من: ڤاواوي، رماش، زازو، بوعصيدة، فريوة، حملاوي، سوانغا، بودار، بوڤرة، الهادي عادل وعودية، أما في الشوط الثاني فقد أخرجهم جميعا وعوضهم بكل من: حوامد، بوداود، غناية، حركات، بوجليدة، فاديغا، مكحوت، بن حاج، قوعيش، عثماني وحميدي. * * * * رماش الصفقة الرابحة * * يمكن القول أن الفائز الأكبر في هذه المباراة هو الظهير الجديد للاتحاد بلقاسم رماش المدعو أموكاشي الذي امتلك كل الرواق الأيمن وأقام استعراضا كرويا لحسابه الخاص بفنياته العالية وروحه القتالية القوية التي للآسف لم يواكب ريتمها مهاجمو الفريق، وخاصة رأس الحربة بوڤرة الذي ما يزال بعيدا عن مستواه. * * تحركات عودية لم تشفع * * إذا كان رماش قد خطف كل الأضواء خلال الشوط الأول، فإن عودية قد تحرك كثيرا لكنه افتقد للدعم اللازم، مما جعل كل مجهوداته تذهب سدى. وقد اشتكى عودية من سوء أرضية الميدان التي حسبه أثرت سلبا على أداء رفقائه. * * تحسن ملموس في الشوط الثاني * * رغم أن بلحوت قد أقحم التشكيلة الأساسية خلال الشوط الأول، إلا أنه فيما يبدو قد أخطأ في حساباته لكون مردود التشكيلة الثانية كان أحسن بكثير. ويكفى هنا أن نذكر أن الفريق قد أنهى المرحلة الأولى متخلفا بهدف لصفر، وفي الثانية وصل لشباك الخصم ثلاث مرات دون رد، مع أداء راق لمحور الدفاع بقيادة حركات، أما الوسط فقد أنعشه مكحوت، فيما أكد الثنائي حميدي وقوعيش أنهما الأنسب لقيادة القاطرة الأمامية. * * حركات عاد من بعيد * * تمكن المدافع المستقدم من شبيبة القبائل، سفيان حركات، من العودة من بعيد وتأكيد امكانياته التي تسمح له باللعب أساسيا دون دنى مشكل، بعد أن لعب بأناقة كبيرة؛ فكان بحق الصخرة التي تحطمت عليها كل هجمات المنافس، ليمرر بذلك الاسفنجة على الوجه المتواضع الذي أظهره في المباريات الودية التي لعبت في تونس، والتي قد يكون السبب فيها نقص المنافسة لا غير. * * قوعيش وحميدي أنعشا الهجوم * * أكد كل من مصطفى قوعيش والشيخ حميدي أنهما الأكثر لياقة والثنائي الأنسب لقيادة الهجوم العنابي، ليس لكون كل منهما قد أحرز هدفا، بل لتحركاتهما الكثيرة فوق الميدان، مما زعزع دفاع السنافر وولد إجماعا كون هذا الثنائي سيكون أساسيا في انتظار انتفاضة بوڤرة وبقية المهاجمين. * * مكحوت برهن * * لم يقحم المدرب بلحوت اللاعب مكحوت خلال الشوط الأول؛ لأنه شكك في استعداده من الناحية البدنية، لكن اللاعب فور دخوله مطلع الشوط الثاني برهن بأن الاصابة التي عانى منها مؤخرا لم تعد سوى مجرد ذكرى؛ فإضافة لفنياته العالية التي صفق لها الجمهور طويلا، فقد بدا جاهزا من الناحية البدنية، وحظوظه تضاعفت ليكون أساسيا في الخرجة الأولى التي ستكون ضد فريقه السابق شباب بلوزداد بملعب 20 أوت الذي يعرفه جيدا. * * بلحوت راض * * بعد نهاية المباراة، لم يتردد المدرب بلحوت في الكشف عن رضاه التام بما قدمه عناصره، مؤكدا أنه فضل تجريب أغلب التعداد حتى تكون له صورة نهائية عن مدى استعداد كل لاعب، وهو ما حدث بالفعل، لكونه لم يرد أن يجحف في حق أي كان، وأكد أن فريقه جاهز للمنافسة الرسمية، والتي سيكون له فيها صوت مسموع. * * عنابة لن تلعب تحت الأضواء الكاشفة * * قامت مجموعة من المخربين ليلة الخميس الماضي بمحاولة سرقة الكوابل النحاسية الموجودة في أحد الأعمدة الكهربائية الخاصة بإنارة أرضية الميدان، لكنهم بعد أن كسروا الباب الحديدي للعمود تسببوا في تداخل الأقطاب الموجبة بالسالبة، مما جعل العمود يحترق. وحسب المعاينة الأولية التي قامت بها إدارة الملعب بقيادة مدير المركب، حمدي لعشيشي، فإن إصلاح ما تلف يكلف ما لا يقل عن 300 مليون، وهو مبلغ ضخم غير متوفر لدى إدارة المركب، مما سيبقي الوضع على حاله ويجعل عنابة غير قادرة على اللعب تحت الأضواء الكاشفة. وبالفعل، فقد تقدمت ادارة الفريق بطلب للرابطة الوطنية لتغيير توقيت استقبالها بعد هذا الطارئ المؤسف. * * أرضية الميدان... كارثة! * * يبدو أن إدارة ملعب 19 ماي مطالبة بالحزم أكثر هذه الأيام، وهذا لإعادة الاعتبار لأرضية الميدان التي تعاني من الطول العشوائي وعدم التسوية، مما صعب كثيرا مهمة اللاعبين، وهو ما اشتكى منه مدربا الفريقين. والاستفهام المطروح هو هل ستتمكن إدارة لعشيشي من ضبط كل الأمور قبل تاريخ 14 أوت، وهو موعد الجولة الثانية التي سيستقبل فيها الاتحاد العنابي البوبية الباتنية؟