استقبلت غرفة البرلمان السفلى، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجديد، الطاهر حجّار بعد يومين فقط من تعيينه بالحكومة الجديد، بسؤال كتابي حول مصير 129 طالب حاصلين على شهادة الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية بمصر، وهي القضيّة التي لم تعرف الإنفراج لا في عهد رشيد حراوبية ولا الوزير الأخير محمد مباركي. تركة ثقيلة وقنابل موقوتة وملفات ملغّمة، تتواجد على طاولة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجديد، الطاهر حجّار، وهو ابن القطاع الذي كان رئيسا لجامعة الجزائر 1، لأزيد من 19 سنة، ويعلم الكثير من خبايا التسيير ومشاكل الأساتذة والموظّفين والطلبة، ومن بين الملفات العالقة، موضوع مسائلة كتابية للوزير بعد يومين فقط من إعلان التحاقه بالطاقم الحكومي الجديد، حيث وجّه أمس، النائب البرلماني حسن عريبي عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا إطّلعت عليه "الشروق"، حول مصير 129 طالب من حملة شهادات الماجستير من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة المنبثق عن جامعة الدول العربية الذي تخرّج منه عدّة أساتذة جزائريين، حيث لم يتّم الاعتراف بشهاداتهم بعد، رغم المعارك التي خاضوها خلال عهدتي الوزيرين السابقين، ويشير عريبي، إلى أنّ الطلبة زاولوا دراستهم لمدّة 24 شهرا بالمعهد المذكور، وتحصّلوا على معدّلات تفوق 14 من 20 لمواصلة الدراسات التطبيقية للحصول على شهادة الماجستير. وكانت تعليمة وزارية صادرة في سنة 2008، قد نسفت كلّ هذه المجهودات من خلال عدم اعترافها بالشهادات، وبعد جولة من المفاوضات، تمّ الاتفاق على معادلة الشهادات بشرط الحصول على شهادة معادلة من المجلس الأعلى للجامعات المصرية وصدرت على هذا الأساس تعليمة وزارية تحمل رقم 334 بتاريخ 15 مارس 2009، تقتضي المعادلة بالجامعات الجزائرية، إلاّ أنّ ذلك لم يجسّد في الميدان، حيث لا يزال الطلبة المعنيون محرومين من شهادة الماجستير، ولم تجد مراسلاتهم للوزارة المعنيّة في إيجاد حلول لهذه المشكلة، وعليه طالب النائب البرلماني بتوضيح وضعية هؤلاء، من قبل الوزارة. وحسب متابعين للشأن الجامعي، فإنّ ملفات ثقيلة تنتظر فكّ التشفير من قبل الطاهر حجّار، والتي شكّلت سوادا عظيما في عهد مباركي وقد تكون سببا في رحيله، من بينها تبعات تطبيق نظام "الألمدي" البيداغوجية والعلمية، والمشاكل الاجتماعية للطلبة على مستوى الإقامات الجامعية آخرها الهجوم بالكلاب على طلبة بمعهد في قسنطينة، والسرقات العلمية التي تورّط فيها دكاترة وعمداء من عدّة جامعات في الوطن .