يتابع الآلاف من الجزائريين، حلقات مسلسل محاكمة الخليفة، التي بلغت أمس الحلقة الثالثة عشرة، بكثير من الاهتمام والتعليق وأيضا التسلية والتنكيت، خاصة أن المشاهد الأخيرة أبانت الكثير من الأحداث الطريفة والمسيئة إلى بعض المسؤولين الكبار، وخاصة في حلقة يوم الأحد عندما اتضح أن بعض مسيري البلاد يمكن شراء ذممهم بأيام تدليك في أي حمّام صونا بأي فندق فخم. هذه الوقائع جعلت رواد الفايس بوك يقترحون على طريقة عادل إمام في مسرحية الزعيم، وزارة خاصة بالتدليك، واستيراد شابات من تايلندا لتدليك أجساد مسؤولينا، حتى لا يلجأ هؤلاء إلى بيع ذممهم. أما طلبة القسم الثانوي النهائي المقبلون على شهادة البكالوريا بعد بضعة أيام، فصاروا يريدون الرسوب ما دام مستوى السنة الثالثة ثانوي، قد مكّن ابن المدير العام السابق للصندوق الوطني للتقاعد من أن يُصبح طيارا، يحلّق بالمسافرين من بلد إلى آخر. كما تأسف بعض الجزائريين عندما علموا بأن الأمين العام لوزارة التجارة السابق اعترف بأنه أخذ عشرين حاسوبا من عبد المؤمن خليفة، لو أنهم وصلوا إلى القمة أو على الأقل حصلوا على مناصب عمل، بمنحهم لهذا المسؤول "تابليتات" من آخر طراز، واتهم آخرون عبد المؤمن بكونه لم يكن مؤمنا مثل اسمه، لأنه دعّم إنتاج الخمور، وجعل كل شوارع الجزائر، تغرق في زجاجات الخمور والكانيتات، واعتبر البعض وفاة ثلاثة شهود ومتهمين قبل المحاكمة وسفرهم إلى الدار الآخرة حاملين السرّ معهم، باللمسة الهتشكوكية في هذا المسلسل الذي يصلح لأن يتحول إلى مسلسل بأجزاء، مثل مسلسل أسامة أنور عكاشة ليالي الحلمية الشهير، ولو قام التلفزيون الجزائري بنقل المحاكمة على المباشر فإنه سيستعيد مشاهديه الذين فرّوا من شاشاته منذ أن ظهرت الفضائيات وزادتهم القنوات الخاصة هروبا .
ومع ذلك تم تحويل المسلسل على صفحات الفايس بوك من دون صور أو فيديوهات، ولكن التعاليق عملت جوّا أكد أن ما حدث ويحدث في الجزائر من فضائح متقطعة، يصلح لأن يكون مسلسلا ضاحكا، صنع مشاهده عدد من المسؤولين الذين أبانوا جوعهم الدائم للمسؤولية وللتقرب من الأثرياء والذين لهم علاقة بالخارج، واستعدادهم لأن يبيعوا أي شيء يمتلكونه بأرخص الأثمان من بورتابلات وأجهزة إلكترونية وزجاجات خمر وحتى جوازات حج.. وطبعا ما بقي من المحاكمة بدخول الأوزان الثقيلة، وما خفي.. هو بالتأكيد أعظم.