بوتفليقة يصول في البليدة.. خرجت زيارة رئيس الجمهورية لولايتي العاصمة والبليدة الثلاثاء، عن كل الأعراف والبروتوكولات التي كانت تقيد زياراته وتؤطرها بشكل إلزامي، ولأول مرة منذ توليه قيادة شؤون البلاد يخرج الرئيس في زيارة ميدانية إلى ولايتين من دون إعلان حالة الطوارئ، أو إخطار السلطات المحلية في وقت كاف قصد التحضير للزيارة، وهي رسالة واضحة لكل الأطراف التي تحاول الاستثمار في قضية التهديدات الإرهابية التي تستهدف شخص الرئيس المتمسك بخيار المصالحة الوطنية كخيار لا رجعة فيه. * وإن كانت مصالح الإعلام برئاسة الجمهورية مارست "سياسة الانتقاء" في ضمان تغطية زيارة الرئيس، وعملت على "تهميش" عدد كبير من العناوين الإعلامية، فإن الملفت للانتباه أن زيارة الرئيس جاءت مباغتة وتقررت في وقت قياسي مقارنة بزياراته السابقة، التي كانت تعرف تحضيرات كبيرة تقف فيها السلطات المحلية والأمنية عند كل صغيرة وكبيرة. * * سياسة المباغتة هاته، تؤكد أن الرئيس لا يأبه تماما لما يشاع عن سيناريوهات محاولات استهداف موكبه أو خشيته من اعتداء إرهابي محتمل، كما أن هذه الزيارة تعد بمثابة بطاقة حمراء أشهرها في وجه السلطات المحلية التي سبق أن قال عنها أنها تمارس سياسة "التمويه" و"التزويق" لإخفاء العيوب ونقائص التسيير التي تظهر على أرض الواقع، هذه السياسة الجديدة والخرجة غير المبرمجة للرئيس ستفرض على الولاة والمنتخبين المحليين العمل المتواصل خشية من زيارات مماثلة، والأكيد أن إنعكاساتها ستكون إيجابية على أرض الواقع. * * رئيس الجمهورية خلال زيارته الخاطفة لولايتي الجزائروالبليدة دشن خلالها عددا من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي، في حين أعطى إشارة انطلاق قطار الدفع الذاتي المكهرب (اوتوراي) الرابط بين الجزائروالشلف. ومن المقرر أن يربط هذا القطار الجديد الذي يبلغ طوله 6.75 مترا الجزائر العاصمة بمدينة الشلف خلال ساعتين ونصف من الزمن بسرعة قصوى تعادل 160 كيلومتر في الساعة، علما بأن تذكرة السفر تباع ب300 دينار ويتوفر القطار على عربات مكيفة وسيقوم بأربع رحلات يوميا بسعة نقل تقدر ب199 مسافر. * * من جهة أخرى اطلع رئيس الجمهورية على عدد من المشاريع، وألح على "ضرورة إنهاء كل الدراسات لتسجيل المشاريع بغية انجازها"، كما دشن الرئيس بموقع مختار زرهوني بالمحمدية برنامجا سكنيا يتضمن 800 مسكن اجتماعي، وأثناء زيارته لولاية البليدة ركز بوتفليقة اهتمامه على قطاعات التعليم العالي والصناعة والسكن.