دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول الإعلام الديني، الذي احتضنته جامعة عبد الحميد بن باديس بمدينة مستغانم، الثلاثاء، سلطة ضبط السمعي البصري إلى اتخاذ التدابير الكفيلة، وإيجاد النصوص القانونية، التي تحول دون استحداث قنوات إعلامية ذات طابع عقائدي ومذهبي، في حين اعتبر قائد أركان الجيش الإعلام الديني ركيزة أساسية للأمن. تعززت الأطروحات، التي ساقتها محاضرات نخبة من الأساتذة الجامعيين من داخل الوطن وخارجه خلال أشغال الملتقى الدولي الأول حول الإعلام الديني من تنظيم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر دراسات العلوم والاتصال برئاسة الدكتور العربي بوعمامة بمجموعة من التوصيات، شكلت لبنة حقيقية على طريق ترسيم الملتقى ضمن أجندة الملتقيات التي تسهر على تنظيمها دائرة الثقافة الإسلامية برئاسة الدكتور محمد بوزيد على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. واقترح المشاركون موضوع "الفتوى عبر وسائل الإعلام"، ضمن فعاليات الطبعة الثانية. ويندرج حرص كافة المشاركين على استمرارية الملتقى الدولي، في سياق الرهانات الكبيرة التي تطرحها اليوم إشكالية الخطاب الديني وتشعباته الأيديولوجية والعقائدية والطائفية عبر وسائل الإعلام، خاصة الفضائيات والمواقع الالكترونية ومواقع التوصل الاجتماعي في ظل تنامي ظاهرة التطرف، حيث نبه المختصون إلى ضرورة الانتباه إلى خطورة تجنيد الشباب في صفوف الجماعات الإرهابية عبر وسائل الإعلام الجديدة، الأمر الذي يتطلب تفعيل دور الإعلام الديني الهادف وتمكينه من الوسائل المادية والبشرية بما يسمح بتنويع وتجديد أدائه شكلا ومضمونا وفق مناهج دينية تخدم المجتمع في انسجامه واستقراره وأمنه في إطار المرجعية الوطنية. ومن هذا المنطلق، تبدو أهمية الرسالة التي بعث بها نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح للمشاركين في الملتقى، حيث طرح مضمون الرسالة التي قرأها العميد جباري، مدى تمسك القيادات الأمنية بالجوانب الوقائية التي من شأنها أن تقي الشباب الجزائري من شر الانحراف والارتماء في أحضان التطرف الأعمى، ونوه قائد الأركان في رسالته بالدور المنوط بالكوادر العلمية والدينية في مجال إصلاح الرؤى في ظل الرهانات والتحديات الأمنية الكبيرة، حيث اعتبر الإعلام الديني الهادف بمثابة ركيزة للأمن. كما تضمنت توصيات الملتقى دعوة إلى وسائل الإعلام بضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يشيع الفرقة والتطرف والعنف من خلال نشر ثقافة التسامح، والتعايش التي تعتبر من صميم تعاليم دينينا الحنيف.