بعد عشرة أيام من الضجيج الإعلامي الصاخب الذي أخذ أبعادا اجتماعية وعقائدية وسياسية، والذي بدأ مع قناة "آر.تي.آل" الإذاعية الفرنسية، وانتهى إلى مختلف صفحات الجرائد والقنوات التلفزيونية، تمكن اللوبي اليهودي في فرنسا من الضغط على الحكومة الفرنسية، لأجل طرد والد المشتبه فيه في مجزرة ستراسبورغ والمدرسة اليهودية أوزار هاتوراح التي شهدتها فرنسا في ربيع 2012. وكان والد محمد مراح، محمد بن علال مراح، قد سافر منذ قرابة الشهرين إلى فرنسا لأجل تجديد بطاقة إقامته حسب الإعلام الفرنسي، ولكن عيون اليهود الذين كان بعض أبنائهم ضحايا الحادث الإرهابي، ظلوا يراقبون تحركاته إلى درجة أن صحفا فرنسية كانت تكتب بالتفصيل كل خطوة يقوم بها بن علال مراح وترصده وهو يدخل مسجد ستراسبورغ زوال الجمعة. واستندت الصحف الفرنسية على ثورة والد أحد ضحايا الحادث ويدعى آلبير شنوف مايير الذي طلب من وكيل الجمهورية توقيف والد محمد مراح وإجباره على تقديم فيديوهات زعم الوالد - حسب والد الضحية اليهودي - بأنه يمتلكها، فيها اعتراف من مراح بأنه تابع للمخابرات الفرنسية، واستند يهود فرنسا على تصريحات أدلى بها والد مراح في منتدى "الشروق" الذي صدر في النسخة الورقية بتاريخ 28 مارس 2012، حيث ذكر بأن ابنه تمت تصفيته ولم يكن يحمل سلاحا، وكان بالإمكان تنويمه أو إطلاق الرصاص على قدميه.
كما رفضت قوات الأمن الخاصة الفرنسية طلب مراح، بأن يواجه إحدى الفضائيات ليدلي لها ببعض التصريحات التي وصفها بالخطيرة والمفاجئة، وقال بن علال مراح حينها ل"الشروق" بأن محمد لو كان إبن حركي ما تمت تصفيته، وبأن السلطات في فرنسا مطالبة بحماية عائلته المتواجدة في فرنسا من اليهود الفرنسيين، وظن بأن عودته بعد أكثر من ثلاث سنوات عن الحادثة ستمر بسلام، ولكن التقارير الإعلامية ظلت تتبع خطواته من حي ميراي في ستراسبورغ الذي كان يتجوّل فيه، إلى حي باغاتيل الذي يوجد به مسكنه الخاص، إلى أن تقرر ترحيله عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية أول أمس إلى وهران، وسط ترحيب من يهود فرنسا الذين اعتبروا ما تحقق نصرا لقضيتهم، وكانت كل صور الصحف وحتى صفحة الياهو قد أخذت صورة والد مراح من منتدى "الشروق".