السيد عماد/ج من ورقلة دكتور، لقد صمت منذ بداية رمضان رغم معاناتي من الفشل الكلوي والحمد لله، ولكن هذه الأيام مع ازدياد نسبة الحر أصبحت أعاني، فبماذا تنصحني؟ هل أتوقف عن الصوم أم أواصل؟ وشكرا على كل هذه النصائح القيمة ونتمنى إن تدوم بعد رمضان وشكرا. الجواب يا أخي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر" وأنت تعاني من مرض مزمن عواقبه يمكن أن تكون وخيمة على صحة الإنسان إذا لم يتخذ الحيطة والحذر. تقوم الكليتان بوظائف عديدة؛ منها تنقية الدم من الفضلات الآزوتية، ومراقبة توازن الماء والشوارد في الدم، والحفاظ على توازن قلوي حامضي ثابت في الجسم، وإذا كانت الكليتان سليمتين فالصوم لهما راحة وعافية، أما عندما تصبح الكلى مريضة، فلا تستطيع القيام بالكفاءة المطلوبة لتركيز البول والتخلص من المواد السامة كالبولة الدموية وغيرها. ومن هنا يصبح الصيام عبئاً على المريض المصاب بالفشل الكلوي، وخصوصاً في المناطق الحارة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة الدموية والكرياتين في الدم، وينبغي على أي مريض مصاب بمرض كلوي استشارة طبيبه قبل البدء في الصيام، فإذا لم يتناول مريض الكلى كمية كافية من الماء فقد يصاب بالفشل الكلوي، فإذا ظهرت عليه أي أعراض فعليه أن يفطر، أما إذا تحسنت حالته واستقر وضعه، وكان لا يتناول سوى جرعات صغيرة من المدرات البولية فقد يمكنه الصيام. وما دمت تعاني من الإنهاك الحراري في هذه الأيام الأخيرة وبدت الأعراض تظهر فعليك بالإفطار. عفاك الله وإن شاء الله سيعود ركن الاستشارات الطبية بعد رمضان لمرتين في الأسبوع. الإنهاك الحراري في رمضان السيدة عايدة من الأغواط تسأل كيف نقي أنفسنا من الإنهاك الحراري في رمضان؟ الجواب ساعات معدودة باقية، وينتهي صيام شهر رمضان المبارك، فقد شرع الله الصيام لحكم وأبعاد دينية ونفسية وصحية وتربوية عديدة، فإذا كان الدين يسراً، والقاعدة الفقهية تقول: "لا ضرر .. ولا ضرار"، فإن ذلك يستدعي في مثل هذه المناسبة من كل عام التساؤل القديم الجديد "كيف يصوم المرضى؟"، وكيف يتعامل هؤلاء المرضى الصائمون مع الإنهاك الحراري، وارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة خلال ما تبقى من الشهر الفضيل. وغالباً ما يحدث الإنهاك الحراري نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، أو بسبب الجو الحار نسبياً مع وجود جفاف، أو بسبب قيام الشخص بمجهود عضلي كبير تحت أشعة الشمس، ويتسبب الإنهاك الحراري بحدوث اضطراب خطير في الدم الجاري بالجسم، ويشبه في ذلك الصدمة، فيظهر عرق كثيف ما يتسبب بفقدان كمية كبيرة من الماء والأملاح المعدنية من الجسم ومن الدم، فتظهر أعراض الإنهاك الحراري، لذا ننصح الصائمين بالإكثار من السوائل والمشروبات الخالية من الكافيين (من الفطور حتى السحور) كما ننصح بتجنب الخروج عند الظهيرة لما تكون الشمس عمودية، وتجنب اللباس الضيق وعدم ترك الأطفال يتعرضون لأشعة الشمس على الشواطئ بدون مراقبة تجنبا للسكتات الدماغية. رمضان كريم