يكفي أن يكتب أي جزائري أو مصري، جملة عمر الشريف والجزائر، ليحصل على فيديو عبر اليوتوب يعرض ما قاله الفنان الراحل عمر الشريف عن الجزائر، خلال الأزمة الشهيرة بعد مباراة كرة القدم، وهو فيديو في متناول الجميع، ولكنه للأسف بعيد عن القائمين على مهرجان السينما المتوسطي الذي من المفروض أن تحتضنه عنابة في الفترة ما بين الثالث والعاشر من شهر ديسمبر القادم، تحت هندسة وزير الثقافة السيد عز الدين مهيوبي والذي تقرّر فيه تكريم ابن المدينة المخرج عمار العسكري والفنان العالمي عمر الشريف وبمجرد أن تم إعلان هذا التكريم لفنان عالمي عاش 83 سنة ولم يزر في حياته الجزائر وأكثر من ذلك ركب حملة العداء، حتى عادت الشتيمة إلى الأذهان، فقد تحدث عن الجزائر بطريقة بائسة جدا، خلال كلمة في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تعقيبا على كلمة قالها حسين فهمي الذي قال بالحرف الواحد "إن الجزائر بكل تاريخها لن تساوي ذرة واحدة من أهرامات الجيزة"، وجاء في كلمة عمر الشريف الذي سيتولى وزير الثقافة الجزائري تكريم مسيرته بعد أربعة أشهر بالحرف الواحد: "أنا تعذبت يوم الأربعاء في مباراة أم درمان بشكل فظيع، ولكني تابعت ما حدث عبر التلفزيون، كنت أتمنى لو كنت مع المناصرين المصريين في السودان، حتى يضربني الجزائريون وأحس بما أحسوا به، وما حدث لن نتسامح فيه، لأن ما حدث جاء على خلفية لعبة الكرة، والفائز في كل بلاد الدنيا يفرح، لكن الجزائريين فازوا وانتقموا، وأنا متيقن بأن حسن شحاتة رجل ذكي، فقد علم قبل يوم من المباراة أن الجزائريين اشتروا السكاكين والسيوف، فطلب من اللاعبين أن ينهزموا لأجل إنقاذ أنفسهم والجماهير المصرية"، وأنهى كلمته بالقول "أن المصريين الطيبين الذين بنوا أول حضارة، لن يتسامحوا مع الجزائريين بسهولة"، ثم وقف على المسرح الذي تم تنصيبه قرب الأهرامات في وقفة احتجاجية للفنانين ضد الجزائر، ووقف إلى جانبه محمود ياسين ويسرا وهشام عباس وطبعا حسين فهمي، وإذا كان عمر الشريف قد رحل دون أن يعتذر مع الكثير من الفنانين الذين اعتذروا وقالوا إنه تم تغليطهم، إلا أن مهرجان عنابة الذي لم يلد بعد سامح الرجل وسيكرمه، بالرغم من وجود طائفة كبيرة من الفنانين الذين وقفوا إلى جانب الجزائر ورفضوا السباحة في التيار، ومنهم بطلة جميلة بوحيرد الفنانة ماجدة، وعزت العلايلي والراحل يوسف شاهين والقائمة طويلة جدا.