حفل توقيع الاتفاق/صورة:ح.م انتقد حزب الله ما أسماه التعليقات الحادة والمتوترة التي صدرت عن بعض القوى والقيادات اللبنانية الرافضة لوثيقة التفاهم التي كان الحزب قد عقدها مع التيار السلفي في لبنان. * واستغرب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أولئك الذين عارضوا الوثيقة، مشيرا في كلمة له مساء الثلاثاء، إلى أنه مهما اختلف اللبنانيون على المستوى الفكري والديني والعقائدي أو السياسي تبقى هناك مساحة واسعة للعقل والفكر والحوار وسعة الصدر وقبول الآخر وتحمله.. "ويقصد السيد نصر الله بذلك الشيخ داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي في لبنان، والذي وصف "وثيقة التفاهم" بأنها "محاولة لشق الصف السني عموما، والسلفي خصوصا، وتلميع صورة حزب الله.." * من جهة أخرى، فقد أبدى حزب الله تفهمه للظروف والضغوط الكبيرة التي تعرض لها الشيخ "حسن الشهال" ومجموعة القوى السلفية بسبب وثيقة التفاهم. ونوه الحزب، فى بيان له أمس الأربعاء "بشجاعة الشيخ حسن الشهال وتفهمه لقرار تعليق العمل بالوثيقة.. مشددا على أن الحزب سيكون دائما إلى جانب الشيخ الشهال فى أي خيار يراه مناسبا.. * يذكر أن الشيخ حسن الشهال هو رئيس "جمعية الدعوة والعدل والإحسان" السلفية التي وقعت وثيقة التفاهم مع حزب الله الشيعية مؤخرا. * تجدر الإشارة إلى أن "وثيقة التفاهم" جمدت مساء الثلاثاء، عقب اجتماع تشاوري بين مشايخ التيار السلفي، بينهم الدكتور حسن الشهال والشيخ داعي الإسلام الشهال. وقد أحيلت الوثيقة إلى لجنة من العلماء لإعادة تقييمها. * وبحسب الدكتور حسن الشهال، فقد جرى التوافق على عدة نقاط، وهي: أولا: تتوقف فورا الحملات والسجالات الإعلامية بين أصحاب الوثيقة ومخالفيهم؛ لجمع الصفّ ولمّ الشمل للطائفة السنية عامة.. وثانيا: تجمد الوثيقة لدراستها مع أهل العلم والدراية من أبناء الدعوة السلفية. وثالثا: إذا اعتمد قرار الدخول في حوار ومفاوضات مع تنظيم حزب الله، فإنه يجب العمل على توسيع دائرة التشاور مع الأطراف الإسلامية المعنية، وعلى رأسها المؤسسة الرسمية. * رابعا: إن البنود المتعلقة بالجوانب السياسية والأمنية التي يمكن أن يتعرض لها في المستقبل أثناء التفاوض سيرجع بالتشاور فيها إلى أرباب المسؤولية السياسية السنية.. * يذكر أن "وثيقة التفاهم" كانت قد نصت على عدة نقاط بينها "وأد الفتنة، وحصر الخلافات بين السنة والشيعة، والوقوف صفا واحدا في وجه أي اعتداء خارجي.." * ويتزامن تجميد "وثيقة التفاهم" بين التيار السلفي وحزب الله في الوقت الذي يستمر الجدل السياسي بين الفرقاء اللبنانيين حول عديد من القضايا أبرزها سلاح حزب الله. وفي هذا الصدد أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأربعاء، أن أولوية الحوار الوطني المرتقب لحل المسائل الخلافية هي الاستراتيجية الدفاعية التي سيتم في إطارها بحث قضية سلاح حزب الله التي ستؤدي حتما إلى بحث أمور أخرى.. ومن جهة أخرى، تستغل إسرائيل كعادتها الجدل السياسي الدائر في لبنان وتصعد من تهديداتها لهذا البلد، حيث هدد كبار مسؤوليها بمهاجمة البنى التحتية المدنية في لبنان في حال "تحول لبنان إلى دولة يحكمها حزب الله." وأعلن وزير البيئة جدعون عزرا أمس الأربعاء، للإذاعة العامة "اعتبارا من اللحظة التي أعطت فيها الحكومة اللبنانية شرعية لحزب الله، يجب أن تدرك أن كل الدولة اللبنانية تشكل هدفا بالطريقة نفسها التي تشكل فيها كل إسرائيل هدفا لحزب الله". وبدوره رئيس الوزراء ايهود أولمرت صعد اللهجة الثلاثاء، وقال إن إسرائيل ستتحرك من دون أي قيود عسكرية في حال تحول لبنان إلى "دولة لحزب الله"..ويرى القادة الإسرائيليون أن حزب الله بات يملك حق النقض داخل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة برئاسة فؤاد السنيورة، وان البيان الوزاري الذي نالت على أساسه الحكومة الثقة مؤخرا يعني رفض نزع سلاح حزب الله وإعطائه الحق باستمرار التحكم عسكريا بجنوب لبنان...