استشهد رضيعٌ فلسطيني يبلغ من العمر عاما ونصف عام، وأصيب ثلاثة من أفراد عائلته بحروق خطيرة، جراء مهاجمة مستوطنين منزل عائلته وإضرام النار فيه فجر الجمعة. وتوفي الطفل علي سعد دوابشة البالغ 18 شهرا عقب مهاجمة مستوطنين منزل عائلته وإحراقه ما تسبب أيضا بإصابة شقيقه أحمد (4 سنوات) ووالديه بحروق من الدرجة الثالثة حيث ادخلا إلى المستشفى. وذكرت مصادر محلية أن الأهالي لاحظوا وجود المستوطنين ولاحقوهم، إلا أنهم فروا باتجاه مستوطنة "معالي افرايم القريبة". وأشارت إلى أن المستوطنين خطوا شعارات باللغة العبرية أثناء ذلك منها "يحيى الانتقام". وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري في بيان إن شعار مجموعة "تدفيع الثمن" اليهودية المتطرفة كان مكتوبا على جدران منزل العائلة الذي أضرمت فيه النيران. وأضافت المتحدثة "هذا هجوم يشتبه أن له دوافع قومية". وقام آلاف المواطنين من بلدة دوما قرب نابلس، والقرى المجاورة، بتشييع الشهيد الرضيع علي دوابشة في أجواء مهيبة. إلى ذلك، أعلن المستشفيان الإسرائيليان "شيبا" و"سوروكا"، حيث يرقد والدا وشقيق الطفل الرضيع علي سعد دوابشة، أنه يوجد خطر على حياة الثلاثة. وقال متحدث باسم مستشفى "شيبا" إن حالة الأم وابنها اللذين يرقدان في المستشفى ما زالت خطيرة، وأن الأم تعاني من حروق من الدرجة الثالثة في 90 % من جسدها، بينما يعاني ابنها الطفل من حروق من الدرجة الثانية في 60 % من جسده. وأعلن مستشفى "سوروكا" حيث يرقد الأب بحالة حرجة أنه يعاني من حروق في 80 % من جسده. وذكر المستشفيان أن الثلاثة في حالة غيبوبة بعد أن خدرهم الأطباء ويحصلون على تنفس اصطناعي، وأنه يوجد خطر على حياة الثلاثة. وأثارت هذه الجريمة غضبا شعبيا واسعا في فلسطين، ترجمت إلى مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال ظهر أمس في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أصيب خلالها نحو 25 شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي أحدهم وصفت جراحه بالخطيرة. وقد انطلقت المسيرات الغاضبة في مدن الخليل ونابلس ورام الله والعيسوية وقد اندلعت المواجهات عندما قمع جيش الاحتلال المسيرات بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني والمطاطي ما دفع الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم برشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة. وفي أولى ردود الأفعال، أعلن الرئيس محمود عباس أمس الجمعة، أن القيادة ستجهز ملفا حول جرائم الاحتلال وجريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقا على أيدي المستوطنين، وستتوجه به فورا إلى محكمة الجنايات الدولية. وشدد الرئيس في تصريح للصحفيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله على أن القيادة الفلسطينية لن تصمت على هذه الجرائم، واصفا ما حصل بحق أسرة دوابشة في دوما اليوم بأنه "جريمة حرب"، و"جريمة ضد الإنسانية". وأضاف الرئيس: ما جرى في دوما اليوم (أمس الجمعة) يضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها المستوطنون، والحكومة الإسرائيلية لأنها تتبنى الاستيطان وتشجع قطعان المستوطنين على ما يقومون به كل يوم. وأردف: لو أرادت الحكومة الإسرائيلية والجيش منع المستوطنين لقاموا بذلك، يقولون "إرهاب يهودي" ولكن ماذا بعد هذه الكلمة، هل من إجراء؟! وقال: كل يوم نستيقظ على جريمة من الجرائم الإسرائيلية، وهذه جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، ولن نسكت، وسيكون لنا موقف عملي آخر في القريب العاجل، وما دام الاستيطان والاحتلال موجودا ستستمر هذه الأعمال. وتابع: هذه الجرائم سنرسلها إلى محكمة الجنايات الدولية، ونطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات تجاه ما يحصل، كما نطالب المجتمع الدولي بالتحرك، كما نطالب أميركا لمعرفة رأيها فيما يجري، بعد أن أوقفت العملية السياسية. من جهته، أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن صدمته من جريمة المستوطنين التي وقعت في قرية دوما جنوبي نابلس فجر أمس. ووصف نتنياهو الجريمة ب" العمل الإرهابي" زاعما ان اسرائيل "تتعامل بيد من الحديد مع الارهاب أيا كان مرتكبوه؟" . وأوضح انه اوعز الى الجهات الامنية بالعمل بكل الوسائل المتاحة لها لالقاء القبض على القتلة وتقديمهم للمحاكمة على وجه السرعة. وزعم على ان حكومة اسرائيل موحدة في معارضتها الحازمة لهذه الاعمال "المروعة" و"السافلة ". وبعث نتنياهو بتعازيه لعائلة دوابشة بمقتل ابنها وتمنى الشفاء العاجل لابناء العائلة الذين اصيبوا بجروح.