مع دخول فصل الحر بميلة، تشهد أحياء ومشاتي وحواف الطرقات عبر العديد من بلديات الولاية انتشارا كثيفا لأطفال وشباب من مختلف الأعمار يمتهنون بيع الدرة المشوية على الجمر أو كما يسمى محليا البلول حيث تلقى هذه المهنة رواجا في فصل الصيف خاصة بعد خروج تلاميذ المدارس في عطلة، وتصبح تجارة بيع الدرة مهنة من لا مهنة له، ومنهم أطفال يعيلون عائلاتهم وآخرون يسعون لتوفير مستلزمات الدخول المدرسي من أدوات وملابس وغيرها. الشروق زارت هؤلاء الأطفال على مستوى الطريق الوطني رقم 79 الرابط بين رجاص وميلة، وبالتحديد بمنطقة القرية أين التقت بأطفال في عمر الزهور وهم تحت درجة حرارة تتجاوز ال45 درجة يحضرون لإشعال الحطب الذي هو أساس نشاطهم، وفي هذا الإطار يقول أدهم . ف البالغ من العمر 11 سنة يدرس في الطور المتوسط، أنه ينهض باكرا لجمع كمية من الحطب تكفيه ليوم كامل، يقضيه في بيع الذرى المشوي، ويساعده في ذلك شقيقه الأصغر الذي يتكفل بتقشير الذرى وترتيبها فوق صناديق بلاستيكية قبل وضعها فوق الجمر، مضيفا أن الظروف الاجتماعية الصعبة لعائلته هي من دفعته الى هذه المهنة الشاقة، بسبب مرض والده وكونه الابن الأكبر في العائلة، وعن المدخول اليومي لهذه المهنة يقول أدهم انه يحصل على مبلغ يتراوح ما بين 1000 و1500 دج في اليوم. وتنتعش مهنة بيع الذرى المشوي خلال الفترة المسائية بعد العصر أين تكثر حركة المركبات على هذا الطريق، ومن ثم توقف مستعملي هذا المحور لتناول حبات من الدرة المشوي أو نقلها إلى منازلهم لتناولها رفقة عائلاتهم، علما أن سعر الحبة الواحدة يصل الى 50دج.