كثفت هذه الصائفة مؤسسة حفظ الصحة والتطهير والكلاب والقطط المتشردة التابعة لولاية الجزائر، وذلك تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، حملاتها الخاصة بالتقاط الحيوانات الضالة، التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في الشوارع وفي الأسواق، والأماكن العامة، حيث تم تسجيل مؤخرا حالات الإصابة بداء الكلب بين المواطنين. وفي هذا الإطار، أكد بياطرة ل"الشروق"، أن لقاح الكلب غير متوفر منذ شهر تقريبا لدى المصالح البيطرية، وأن عمليات توزيعه من طرف البلديات تعرف تذبذبا منذ سنتين تقريبا، وقد لقيت الطريقة التي يتم بها التقاط وقتل هذه الحيوانات في المحشر الخاص بها الكائن بالحراش، استياء هؤلاء البياطرة، الذين عبّروا عن سخطهم، حيث أكدت البيطرية هيفاء رزاقي في اتصال مع "الشروق"، أن إمضاء الجزائر سنة 2005، تعهّد عالمي للحفاظ على الحيوانات والرفق بها، يتنافى مع ما يمارس في حق الحيوانات التي توضع في محشر الحراش، وقالت البيطرية رزاقي، إن الحل ليس في التقاط الحيوانات الضالة بهذه الطريقة للقضاء عليها، لأن حسب عملها الميداني، حالات الكلب التي سجلت في العاصمة كانت نتيجة لعضات كلاب لديها مربيها، وطالبت بوضع شرائح الكترونية خاصة تحت جلد ظهور الكلاب الملقحة تحمل رقما معينا يوضح مكان تجوله يسجل في قائمة وطنية، ليسهل على مخبر باستور بعد العثور على جثته عملية الوقاية من الكلب. واحتجت على وضع 100كلب في قفص واحد وترك بعضها لمدة 3 أيام داخل هذا القفص مع قطط، حيث ترى أن هذا العمل يخالف للمعاهدة العالمية، مشيرة أنه خلال شهر ماي الماضي تم فحص من طرفها كلاب وقطط داخل المحشر، فاكتشفت أن 20 قطا وكلبين لا يحملون أمراضا معدية، منهم من لديهم مربي، وتم التقاطهم بعد خروجهم للشارع، وحذرت رزاقي من انتشار داء الكلب في ظل عدم توفر اللقاح بشكل كاف، حيث لامت السلطات المختصة على تخاذلها وعدم اهتمامها بالتوعية اللازمة، مؤكدة وفاة امرأتين مؤخرا في العاصمة جراء الكلب، وأشارت إلى أن نقص الوعي جعل عائلة تعرض ابنها بعد إصابته بداء الكلب على رُقاة، على أنه أصيب بجن فتوفي بعد ذلك، ولفتت الانتباه إلى خطر جثث الكلاب المصابة بالداء والتي ترمى في الحراش من طرف أصحاب المحشر، لأن الجثة حسبها تحتفظ بالداء. من جهتها، قالت سعيدة عكالي، عضو نقابة البياطرة، إن الحملة الوطنية للتلقيح ضد الكلب لم تلق صدى كبيرا، بحكم عدم الالتزام بها وبسبب قلة الإمكانيات اللازمة، في الوقت الذي يجب أن تكون مصحوبة مع تلقيح البقر. كما أن اللقاح ضد الكلب متوفر مجانا مرة واحدة في السنة ودون تنسيق محكم بين السلطات البلدية.