يحظى الشيخ أبو بكر الجزائري بتقدير كبير من طرف العلماء والدعاة بالمدينةالمنورة التي يقيم فيها ولازال إلى يومنا هذا يلقي دروسه القيمة بالحرم المدني أين اكتسب صفة المرجعية في كل المسائل الفقهية. * عندما التقينا الشيخ أبا بكر الجزائري بالمدينةالمنورة كان منهكا صحيا إلى درجة أنه لا يقدر على المشي مطولا، ولذلك فهو يستعين بكرسي متحرك ويساعده في ذلك القائم بأعماله الجزائري عبد الرحمان بوصادوق الذي يرعى الشيخ ويسهر على خدمته، حيث بلغ هذا العالم من الكبر عتيا، وهو الآن في السابعة والثمانين من عمره ، وقد أنهكه المرض إلى درجة أنه يترجى الناس كي لا يسلموا عليه حتى لا يؤذونه وهو النداء الذي يكرره كل مرة عندما يلتقي جموع المصلين بالحرم المدني. لكن رغم هذه الحال، فإن الشيخ مواظب على تقديم الدروس عقب صلاة المغرب بالمسجد النبوي أين تحظى حلقته بحضور قوي للمصلين من مختلف الجنسيات. * وبالرغم من أن أبا بكر الجزائري عازف عن الظهور في القنوات الفضائية الإسلامية إلا أن له شعبية كبيرة وسط المسلمين في مختلف البلدان وكلما دخل المسجد تزاحم حوله جموع المصلين لاستفتائه أو لطلب الدعاء أو على الأقل للتسليم عليه. عند اقترابنا من الشيخ لاحظنا أنه كلما أنهى درسه اليومي يتم اقتياده مباشرة إلى الصف الأول لأداء صلاة العشاء، حيث يحرص القائمون على المسجد النبوي على تخصيص مكان دائم له في هذا الصف رفقة باقي العلماء والدعاة. وبعد الصلاة يقوده عبد الرحمان إلى بيته القريب من المسجد أين يتناول وجبة عشاء خفيفة ثم يخلد مباشرة إلى النوم، ليستيقظ في حدود الساعة الثانية لقيام الليل، فرغم الداء وكبر السن، فإن الشيخ حريص على القيام في كل ليلة إلى غاية أذان الفجر، وبعد أداء صلاة الصبح في المسجد النبوي يعود الشيخ إلى المنزل لتولي أمور بيته وفي حدود الساعة العاشرة يأتيه القائم بأعماله السيد عبد الرحمان بوصادوق لتوظيب الرسائل التي يؤلفها الشيخ والإجابة على الفتاوى والأسئلة، مع العلم أن القائمين على الحرم وضعوا خطا هاتفيا أخضر تحت تصرف عامة الناس للاتصال بالشيخ واستفتائه في مختلف القضايا. كما يستغل الشيخ أبو بكر هذه الفترة لإمضاء الإجازات للدعاة الشباب. * حيث تحظى إجازته بتقدير كبير وهي تزكية معترف بها في كل البقاع. وبعد الانتهاء من هذا الأمر، يأتيه جنرال سعودي حريص على زيارته دوريا للتفقه في الدين والتعلم من الشيخ مختلف القضايا الفقهية والعقائدية فيمكث في بيت العلامة إلى غاية صلاة الظهر. وأما باقي أوقات الشيخ فيقضيها كلها مع العلم والعبادة، ليبقى الشيخ أبو بكر - ابن ولاية بسكرة - منارة جزائرية تنضح علما من المدينةالمنورة.