تعرّض طبيبان من طاقم المناوبة، يعملان بمصلحة الاستعجالات الطبيّة لمستشفى ابن سينا الجامعي، بعنابة، صبيحة الأحد، لاعتداءات من طرف أهالي مريضة عجوز تبلغ من العمر 93 سنة، دخلت إلى المستشفى عبر مصلحة الاستعجالات وهي تعاني من انخفاض شديد في الضغط الدموي، فضلا عن معاناتها من داء القلب. وسرعان ما لفظت الضحية آخر أنفاسها بقاعة الاستعجالات، ما أثار هيجان أفراد عائلتها نساء ورجالا، حيث قاموا بالتهجم على عناصر الطقم الطبي المناوب، وتعرض أحد الأطباء لعض وشدّ على مستوى الرجل والأنف والوجه، بعد أن قامت إحداهن بعضّه بقوة على مستوى الأنف، ما دفع بالطبيب الشرعي إلى منحه عجزا طبيا بعشرة أيام، بينما تعرض زميل له لجروح متفاوتة على مستوى أنحاء متفرقة من جسده، حصل بموجبها على عجز طبي بثلاثة أيامّ. وعرفت قاعة الاستعجالات فوضى عارمة طيلة ساعة تقريبا، بعد أن فرت الممرضات العاملات بالمصلحة في اتجاهات مختلفة، وتعرّضت عدة أجهزة والواجهات للتحطيم والتخريب، قبل أن تهدأ الأوضاع عقب تدخل عناصر الشرطة، وعقب هذه الحادثة الأليمة، والتي تعد الثانية من نوعها في أقل من 24 ساعة، استنفر الأطباء العاملون بالمصلحة، بسبب الأوضاع الأمنية السائدة بمصلحة الاستعجالات الطبيةّ، والاعتداءات الخطيرة المتكررة في حق أصحاب الجبة البيضاء، ما دفعهم للخروج في حركة احتجاجية تضامنا مع زملائهم. وأعلنوا دخولهم في إضراب مفتوح عن العمل، لغاية تجاوز المهازل الحاصلة، على مستوى مصلحة الاستعجالات، قبل أن يقرر الضحايا التوجه نحو مقر الأمن الحضري لإيداع شكوى رسمية أمام المتهمين بالاعتداء عليهما.